ظهور حقائق تثبت مسؤولية "الجيا" تثير استياء هذه الأطراف وصل أمس إلى الجزائر قاضي التحقيق الفرنسي المكلف بقضية الرهبان الفرنسيين السبعة الذين اغتالتهم جماعة إرهابية في ديرهم الواقع بمنطقة تيبحيرين في ولاية المدية عام 1996، وهو الحدث الذي حاولت الكثير من الأطراف الفرنسية استغلاله ضد الجزائر والجيش الوطني الشعبي من خلال الادعاء أنهم قتلوا بسبب الهجوم العنيف الذي شنه على الجماعة الخاطفة من دون مراعاة سلامة الرهبان المختطفين. وجاء برفقة القاضي "مارك تريديفيك" فريق من المحققين الذين من المنتظر أن يجرو تشريحا لرؤوس الرهبان التي تشير الكثير من الروايات إلى أن الجماعة الارهابية التي نفذت الاختطاف قامت بفصلها عن أجسادهم ورميها على قارعة الطريق وسط الجبال. ومن دون شك فإن مهمة فريق التحقيق الفرنسي ستكون مختلفة عن سابقاتها والتي لم تصل إلى نتائج واضحة بخصوص الظروف التي اكتنفت تنفيذ الجريمة، لكن الأمر تغير حاليا بظهور شهادات من داخل الجماعة الإرهابية نفسها و اهمها ما كان يعرف ب "الأمير" في الجماعة الإسلامية المسلحة المدعو حسان حطاب الذي اعترف بأن "الجيا" هي التي نفذت عملية الاختطاف وهي من قامت بقطع رؤوس الرهبان ورميها في الطريق، كاشفا كل التفاصيل عن اعتداء ورد في شريط وثائقي فرنسي تم بثه قبل شهور قليلة. لكن رغم هذه الاعترافات التي من المفترض أنها ستقطع الشك باليقين، إلا أن العديد من الجهات الفرنسية وعلى رأسها وسائل إعلام عمومية مثل إذاعة فرنسا الدولية، بدأت بالتزامن مع بدء فريق التحقيق الفرنسي مهمته بالجزائر، حتى بدأت تشكك في الشهادة التي أدلى بها حسان حطاب، وصل بها إلى التشكيك بالقول إن حطاب "يحاول نشر رواية زائفة على لسان الجماعات الارهابية". وهو ما يؤكد أن الكثير من الأطراف الفرنسية التي لطالما استثمرت الغموض الذي لف القضية طيلة السنوات الماضية هي اليوم منزعجة جدا من ظهور الحقيقة من أفواه الجماعة التي اختطفت الرهبان وقتلتهم، خصوصا مع بث فيلم وثائقي أعده المخرجان مالك آيت عودية مراسل أسبوعية "ماريان" الفرنسية بالجزائر و«سيفيرين لابات"، يحمل أدلة دامغة على أن الرهبان الفرنسيين السبعة المختطفين في مارس 1996، تم اغتيالهم على يد زعيم تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة جمال زيتوني. ونقلت الصحيفة شهادة لحسان حطاب مؤسس تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، قوله بأنه "تلقى مكالمة من جمال زيتوني يوم اغتيال الرهبان يقول له فيها أعلمك أني قمت بقتل الرهبان هذا الصباح". وتأتي هذه الشهادة لتفند محاولات أطراف توريط الجيش الجزائري في هذه الحادثة الأليمة التي راح ضحيتها سبعة رهبان فرنسيين اختطفوا ليلة ال 26 إلى 27 مارس 1996، من دير سيدة الأطلس بمنطقة تيبحيرين بولاية المدية، وعثر عليهم مقتولين ذبحا.