جدد المخزن أوهامه التوسعية بواسطة عقيد مغربي متقاعد دعا البارحة من مدينة وجدة القريبة من تلمسان إلى استعادة ما أسماه الصحراء الشرقية في إشارة إلى مناطق من التراب الوطني، وجدد الكولونيل المخزني المدعو ملوكي نفس أوهام المخزن، معتبرا أن المغرب ارتكب خطأ كبيرا عندما ترك موريتانيا، رغم أن الموريتانيين برأيهم لم يثوروا على العرش، مشيرا إلى أن الحسن الثاني كان يسمى ولي العهد الإمبراطوري!! وواصل ملوكي سرد أوهام المخزن عندما تحامل على الجزائر بلد الشهداء مشيرا إلى أنه لا وجود لها حتى في المقابر، وفي سياق الحملة المغربية الشرسة التي أطلقها ملك المغرب والتي تزامنت مع زيارته لواشنطن، دعا ملوكي وهو من عقداء المناطق الشرقية للغرب، إلى طرح الخلاف الحدودي بين الجزائر والمغرب على المحكمة الدولية للعودة إلى حدود دول المرابطين، وهذا وهم آخر من أوهام المخزن الذي فقد رشده، حيث يسود وهم مغربي على نطاق واسع بأن حدود المخزن تصل إلى غاية السنغال، وربما قد يأتي يوم تصل فيه الأوهام إلى مصر تونس وليبيا!!. ويعكس هذا الهذيان المغربي تخبطا كبيرا لدى "المراركة" الذين استعملوا كافة الأوراق حيث يخشى المخزن أن يلجأ مجلس الأمن الدولي في مارس من العام القادم إلى إصدار قرار دولي يلزم المغرب بالمفاوضات المباشرة مع جبهة البوليساريو. وفي سياق متصل، كشفت مجلة "أفريكا أزي" عن أسرار لقاء أوباما ومحمد السادس، مشيرة إلى أن تثمين البيت الأبيض لاقتراح الحكم الذاتي من طرف المغرب للصحراويين سببه توصية من هيلاري كلينتون، المتعاطفة مع المغرب، بينما الحوار الحقيقي الذي جرى مع أوباما تركز على أمن المنطقة وشمال إفريقيا والتعاون الاقتصادي. كما كشفت الصحيفة عن استعداد المغرب خوض حرب باردة مع الجزائر، وهي الحرب التي دشنها باكرا على كل الأصعدة، وصلت حد التعبئة الشعبية ضد الجزائر وشعبها، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات عن هذا الكم الكبير من العداء المغربي لكل ما يرمز للجزائر وللجزائريين في الجوار وفي الخارج. ويبدو أن المغاربة استغلوا هذه التوصية القديمة من هيلاري لإطلاق حملة دعائية من المغالطات بشأن الموقف الدولي من القضية الصحراوية، بينما الحاصل أن المحافظين في الإدارة الأمريكية يعرضون المواقف المغربية وقرارات محمد السادس جملة وتفصيلا، رغم محاو لات التهدئة التي قادتها الديبلوماسية الجزائرية على أكثر من صعيد، إذ رفضت الانزلاق نحو المستوى غير الأخلاقي للحملات والتصرفات المغربية وفي مقدمتها حشد العداء للجزائر ومحاولة إغراق الحدود المشتركة بالمخدرات.