المخزن مذعور من زيادة الاهتمام العالمي بحقوق الإنسان في الصحراء الغربية اعتبرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أن نجاح كل من جبهة البوليزاريو والدبلوماسية الجزائرية في كشف الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال المغربي ضد الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة هو السبب الذي جعل المخزن يصعد حملته ضد الجزائر، والتي وصلت الى درجة سحب السفير. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تجد فيه كل من جبهة البوليزاريو والجزائر أن القانون الدولي يسير في نفس اتجاهها، يجد المغرب صعوبة كبيرة في تفسير مواقفه أمام تصاعد الاهتمام العالمي بقضية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، خاصة بعد أن اقترحت مندوبة الولاياتالمتحدة السابقة في مجلس الأمن "سوزان رايس" شهر أفريل الماضي اضافة مراقبة حقوق الإنسان في مهمة بعثة الأمم الى الصحراء الغربية، وهو ما ساهم في حصول جفاء بين البلدين خلال المدة الماضية. حالة "الضيق" التي يعيشها المغرب حاليا حول موضوع حقوق الإنسان، اعترف بها أيضا "كارن روس" رئيس وحدة الشرق الأوسط السابق في بعثة بريطانيا لدى الأممالمتحدة الذي قال "لما كنت دبلوماسيا قبل 15 عاما لم يكن هناك أي اهتمام بقضية حقوق الانسان في الصحراء الغربية، أما اليوم فان المغرب أمام تحديات كبيرة حول هذا الملف". وحول الموضوع نفسه اضاف الخبير المغربي حول قضية الصحراء الغربية مصطفى النعيمي "المغرب اليوم يواجه مشاكل عويصة أمام المجتمع الدولي لاقناعه أن حل الحكم الذاتي الذي اقترحه هو الحل الأمثل لقضية الصحراء وليس استفتاء تقرير المصير، لذا فإن تصاعد قضية حقوق الإنسان تجعله في موقع دفاعي، وللتغلب على هذه التحديات فانه يستعمل جميع أوراقه ومن بينها التصعيد ضد الجزائر". كما ربطت الصحيفة بين الحملة المخزنية ضد الجزائر والزيارة المرتقبة للملك محمد السادس الى الولاياتالمتحدة والتي سيتلقي خلالها بالرئيس باراك أوباما، والتي يريد من خلالها أبراز أنه قادر على إيجاد حل دائم للقضية الصحراوية قبل هذا الموعد، وأول ما قام به هو مهاجمة دور الجزائر، ثم يعتزم زيارة الأراضي الصحراوية من أجل تحسين صورته أمام قادة واشنطن. وأكدت "الواشنطن بوست" أن من أهداف هذه الزيارة الرئيسية بالنسبة للعاهل المغربي هوحشد الدعم الأمريكي لصالحه في أزمته مع الجزائر، وهو ما لا يمثل أولوية لدى ادارة أوباما التي يتركز جل اهتمامها على الحملة ضد الارهاب في المنطقة، وأهمها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يمتد نشاطه في المغرب العربي من ليبيا الى غاية المغرب الأقصى. وعادت الصحيفة الأمريكية الشهيرة الى عز التصعيد المغربي ضد الجزائري حيث وصفت سلوكه بالمندفع بعد التقارير المتوالية الصادرة عن منظمات حقوقية عالمية، والتي تحدثت عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، مما جعل الإعلام المغربي يحاول الهجوم على الجزائر ودورها الإقليمي للتغطية على ما يحصل من جرائم في الأراضي المحتلة، والتي وصلت الى حد استغلال ذكرى اندلاع ثورة التحرير في الفاتح من نوفمبر الماضي للمطالبة باسترجاع "الأراضي المغربية المحتلة" من طرف الجزائر، الى أن حصل حادث القنصلية الذي أقدم فيه شاب مغربي على نزع العلم الجزائري المرفوع فوقها، مستغلا تجمعا تم تنظيمه للتنديد "بالموقف الجزائري". علي العڤون