العالم يودع أيقونة النضال السلمي أجمعت كل وسائل الإعلام والصحف الكبرى على أن فقدان الزعيم الجنوب الافريقي نيسلسون مانديلا هو خسارة كبيرة للعالم، الذي لم يعد يعيش فيه القائد الذي لطالما اعتبر أن الكفاح من أجل العدالة والكرامة لا يوقفه أي عدوان ولا قمع ولا تطفىء غياهب السجون طيلة سنوات كثيرة حماسة النضال. فقد عنونت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية صفحتها الأولى "رجل عظيم رحل"، حيث تحدثت عن أهمية الرجل ورمزيته في العالم، والإحساس الذي عم فيه بفقدان هذه الأسطورة التي تستحق كل التبجيل والاحترام، والذي أعاد كرامة الملايين من ابناء شعبه وجنب بلاده سيناريو مجهول بسلمية نضاله، حيث أرفقت مقالها بصورة عن مواطنين جنوب إفريقيين من البيض والسود وهم يبكون على وفاة قائدهم، في دلالة على إنجاز "ماديبا" في بناء لحمة بينهم رغم آلام الماضي. من جانبها اقتبست صحيفة "لوموند الفرنسية" من كلمة الرئيس الجنوب الافريقي "جاكوب زوما" وهو ينعى لشعبه والعالم القائد مانديلا بالقول "لقد توفي قائد عظيم يا اخواني"، حيث نقلت الأجواء التي استقبل بها شعب جنوب افريقيا منتصف ليلة أول أمس عندما ظهر الرئيس على شاشات التلفزيون معلنا الخبر الحزين. فيما ركزت "الغارديان البريطانية"على ردة الفعل العالمية لوفاة مانديلا، والتي وصفتها بالحزينة لوفاة هذا الزعيم الذي صدم العالم لفقدانه رغم تقدمه في السن والمشاكل الصحية التي كان يعانيها في السنوات الأخيرة من حياته، بينما كانت ركزت "دير شبيغل" الألمانية على الدور الكبير الذي لعبه مانديلا في التاريخ الانساني، حيث اعتبرته "بطل الحرية" الذي قهر نظام "الأبرتايد" القمعي. الصحف الاسرائيلية.. بين التجاهل والتشفي الضمني وحدها الصحافة الاسرئيلية سبحت عكس تيار التغطيات الاعلامية الدولية لخبر وفاة الزعيم نيلسون مانديلا، حيث لم تدرج الخبر كأهم الأحداث التي جرت في العالم، فقد أدرجه موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" باللغة الانجليزية كخبر من دون أهمية كبيرة، ولم يخصص له مكانة ظاهرة، واكتفى بنقل مقتطفات عن وكالات الأنباء العالمية حول الموضوع. فيما كانت صحيفة "جيروزاليم بوست" أكثر وضوحا في موقفها من الزعيم الراحل، حيث نشرت مقالا بعنوان "مانديلا واسرائيل" والذي تناولت فيه المواقف التي أدان فيها هذا القائد الجرائم الاسرائيلية وتضامنه مع تضحيات الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق دولته المستقلة، حيث اعتبرت أن زيارته الوحيدة الى الأراضي المحتلة عام 1999 بصفته حاجا مسيحيا كانت الفرصة الأولى والأخيرة التي تحدث فيها مباشرة مع مسؤولين اسرائيليين، والذين طالبهم بإيقاف جرائمهم ضد الفلسطينيين، وتقديم اعتذار عن الدعم الذي تلقاه نظام الفصل العنصري من طرفهم، والدور الذي لعبته جنوب إفريقيا في الوقوف ضد اسرائيل في المحافل الدولية، ووقوفها الدائم مع العرب والفلسطينين لاستعادة أراضيهم المحتلة.