احتضنت مدينة بن طلحة (شرق الجزائر العاصمة)، أول أمس ولأول مرة، فعاليات إحياء اليوم العالمي للزعيم الإفريقي المناهض لنظام التمييز العنصري “الأبرتايد” نيلسون مانديلا، حيث كانت هذه المناسبة التي نظمتها سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، بحضور رئيس الجمعية الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” السيد مصطفى خياطي، فرصة للدعوة لعالم يسوده السلم والأمان وقيم التسامح بين الشعوب والدول. وأكد رئيس الجمعية السيد خياطي على هامش هذا الاحتفال الذي جرت فعالياته بمركز العلاج البسيكولوجي التابع لجمعية (فورام) ببن طلحة، أن إحياء الجزائر لهذا اليوم الهام ولأول مرة، الذي يعكس مسيرة رجل كافح وناضل بشتى الطرق السلمية ضد نظام التمييز العنصري عبر العالم، يعد التزاما آخر من بلد المليون ونصف المليون شهيد، بدعم مساندة قضايا التحرر والوقوف إلى جانب الشعوب الرافضة للهيمنة والاستبداد. وأوضح خياطي في هذا الإطار، أن الجزائر التي تحتفل باليوم العالمي لنيلسون مانديلا منذ تأسيسه في سنة 2010 المصادف ل18 جويلية من كل سنة، تسعى إلى جانب الجمعية الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث لتحويل 67 سنة من حياة الرجل التي كرّسها خصيصا للنضال ضد نظام الأبرتايد بجنوب إفريقيا إلى 67 دقيقة من العمل التطوعي والتضامني، داعيا في السياق إلى السعي لتعميم الاحتفال بهذا اليوم عبر كل ولايات القطر الوطني. كما حثّ رئيس الجمعية بالمناسبة، على ضرورة الاستلهام من المسيرة التاريخية المشرّفة لمانديلا التي قضاها في النضال ضد مختلف أشكال التمييز العنصري والاستعمار ونشر قيم السلم والتسامح. معتبرا أن الجهود التي قضاها الرجل طيلة 67 عاما خلت سيحفظها التاريخ للأبد، لتبقى نبراسا يضيء درب الشعوب والدول التواقة للانعتاق والحرية. وبدوره، أبرز سفير جنوب إفريقيا بالجزائر، السيد جوزيف كوتان في تدخل له، الخصال الحميدة لمانديلا وتواضعه الكبير واحترامه لمبدأ تقرير مصير الشعوب المقهورة، معتبرا أن إحياء هذا اليوم لأول مرة في الجزائر، يعد تعبيرا واضحا عن التزام هذا البلد بالوقوف إلى جانب قضايا التحرر عبر العالم. وأوضح السيد كوتان، أن الجزائر لطالما كانت حاضرة بقوة في مختلف المحطات والمحافل الدولية المناهضة للاستعمار والتمييز العنصري، وهو ما يعكس التزامها اليوم بالمشاركة في إحياء اليوم العالمي لمانديلا، الذي يحمل في طياته أكثر من معنى- على حد تعبيره-. ونوّه السفير في السياق، بالمسيرة الشجاعة التي قضاها مانديلا في نشر السلم والأمن وقيم التسامح بين شعوب العالم، مبرزا وفاء الرجل لهذا المبدأ النبيل رغم قضائه 27 سنة في السجن، وهو ما جعله يحتل مكانة راقية لدى شعب جنوب إفريقيا الذي اختاره رئيسا للبلاد سنة 1994. ودعا الدبلوماسي الجنوب إفريقي شعوب المعمورة، إلى المساهمة الفعّالة في تعبئة البشرية لعالم يسوده السلم والسلام والعدل، مجددا نبذه للحروب وكافة أشكال التدخل الأجنبي في شؤون الدول، التي اعتبرها مصدر كل الأزمات واللااستقرار عبر العالم. وللإشارة، تضمن برنامج الاحتفال بهذه المناسبة، إعادة ترميم واجهة حديقة مركز العلاج البسيكولوجي لبن طلحة، لكونه الحي الذي شهد مجازر إرهابية بشعة استهدفت السكان عام 1997 خاصة الأطفال الذي صدموا نفسيا جراء هذه الأعمال الشنيعة. وجعلت منظمة الأممالمتحدة منذ سنة 2010 اليوم العالمي لمانديلا المصادف ل18 جويلية من كل سنة، كعيد ميلاد لهذا الرمز الذي رافع من أجل المصالحة العنصرية بين الشعوب. ويبقى رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا المعروف باسم “ماديبا” الذي يحتفل بعيد ميلاده ال95 يرقد بمستشفى بريتوريا منذ 22 جوان الفارط بسبب صراعه مع المرض، حيث يعرف وضعه الصحي تحسنا بانتظام، حسبما أكدته رئاسة البلاد.