اختار الدكتور فيصل حصيد، وهو أستاذ في الأدب العربي بجامعة خنشلة، "الصوفية وعلاقتها بالفن في كتابات الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي"، عنوانا للمداخلة التي ألقاها أول أمس بدار الثقافة "هواري بومدين" على هامش فعاليات المهرجان الدولي للسماع الصوفي، لما تميزت به كتابات وأشعار الشاعر جلال الدين الرومي، وهو من أوائل المتصوفة الذين كانوا يدعون إلى السماع والغناء والتغني في مجالسهم. وكان يستعين بها على الارتقاء بالأرواح، بالإضافة إلى استعانته بالأذكار والتراتيل، خاصة أن الشاعر ينحدر من ثقافة فارسية شرقية كانت نسبة كبيرة من معتقداتها وطقوسها لا تتم إلا عن طريق السماع. وقال المتحدث إنه بفضل ابن جلال الدين الرومي وأتباعه؛ تم تأسيس "الطريقة الصوفية المولوية" نسبة لاسمه "مولانا جلال الدين الرومي" بعد وفاته عام 1273م المعروفة بحركاتها الدائرية، حيث لكل طريقة رياضتها الروحية. كما تناول المحاضر قضية السماع والتصوف التي وصفها المتحدث بالشائكة، نظرا لما خلفته من جدل لدى بعض الفقهاء الذين رأوا أنه من الغرابة الجمع بين اللهو الذي هو من وسائل الدنيا ومن مستلزماتها، مع الإيمان والارتقاء والسلوك والروح الذي هو من مستلزمات الآخرة، حيث كان المتصوفة من أتباع جلال الدين الرومي يستعملون الغناء للعبادة، ويستخدمون الموسيقى لتقوية الروح من أجل العبادة، وذلك نظرا لعدة عوامل؛ أهمها أن معظم المتصوفين آنذاك انحدروا من ثقافات مختلفة على غرار الفارسية، الهندية، والتي كان من معتقداتها وأعرافها الموسيقى والغناء والرقص؛ فقدموا إلى الإسلام محملين بهذا الميراث.