رأت صحيفة "هافينغتون بوست" الالكترونية الأمريكية في طبعتها المغاربية، أن الوزير الأول عبد المالك سلال يجمع الكثير من المواصفات التي تؤهله لبلوغ منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة، ويحظى بفرصة كبيرة في نيل ثقة الرئيس بوتفليقة في حالة عدم ترشحه لعهدة رابعة. واعتبرت الصحيفة أن سلال سيستمد قاعدته الشعبية من دعم الرئيس له، خصوصا وأن حزب جبهة التحرير الوطني أعلن ترشيحه لبوتفليقة، وهو سيكون خلف سلال في حالة إعلان الرئيس ترشيحه له لسباق الرئاسيات الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أربعة أشهر فقط وهو ما جعل اسم عبد المالك سلال الأكثر حضورا في حديث "أروقة السلطة" في الجزائر كأكثر الأسماء حظوظا لبلوغ قصر المرادية. ونقلت الصحيفة عن اعلاميين ومحليين سياسيين في الجزائر قولهم "إن ما كان يبدو في الشهور الأخيرة أنه حملة انتخابية مبكرة يقودها سلال عبر ولايات الوطن لفائدة الرئيس بوتفليقة، كانت تتجه في جوهرها الى زيادة حظوظه في بلوغ منصب الرئيس، خصوصا وأنه يحظى بإجماع أجنحة كثيرة في السلطة والجيش". وعادت الصحيفة إلى المناصب الوزارية التي تولاها الوزير الأول الحالي البالغ من العمر 64 سنة، إضافة إلى قيادته للحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة في انتخابات العهدة الثانية عام 2004، ثم ينال الاهتمام الإعلامي الكبير هذه السنة، حيث اعتبرته الكثير من الصحف "رجل السنة" الذي رأى فيه مؤيدوه أنه يحظى بشعبية كبيرة بين المواطنين، فيما يقول منتقدوه أنه يتصرف ب "شعبوية" واضحة. وبين هذا وذاك، بدأت التنبؤات التي ترجح تزكيته من طرف حزب جبهة التحرير الوطني الذي اعتبرته المفتاح الأساسي لقصر الرئاسة الجزائري. لكن رغم هذه القراءة التي ترجح بقوة خلافة سلال للرئيس بوتفليقة، إلا أن الصحيفة اعتبرت أن الأمور يمكن أن تتغير في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية، نظرا للانقسام الحاصل بين المؤيدين للرئيس بوتفليقة حول كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، بين الداعين إلى ترشحه لعهدة رئاسية رابعة، وبين الراغبين في إعفاء الرئيس من مسؤوليات الرئاسة، نظرا لحالته الصحية وتركه يستريح على أن يكون له دور في اختيار مرشح يجتمع عليه الفريق المؤيد له. ولأن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني هو من الداعمين للخيار الأول، والذي يعرف عنه خلافه مع سلال، حيث انتقده بشدة في تصريحات إعلامية سابقة، وهو ما يكون عائقا في وجه الوزير الأول، إضافة إلى ما وصفتها ب "السقطات اللفظية" التي وقع فيها سلال والتي من الممكن أن تكون عناصر ضد خلافته لبوتفليقة أو على الأقل توليه منصب نائب الرئيس في ما بعد رئاسيات أفريل المقبل. غير أن هذه "العوائق" التي تقف في وجه سلال لبلوغ منصب الرئيس تزول كلها برأي الصحيفة أمام الصفة التي من المرجح أن ينالها وهي "مرشح النظام" في حالة عدم ترشح الرئيس بوتفليقة للرئاسيات، وهو بالتالي سيستفيد من قاعدة كبيرة يمنحها له قربه منه ومساندته له، بالإضافة إلى أن الأسماء التي أعلنت ترشحها الرسمي إلى حد الآن لا تستطيع منافسة سلال، وأعطت المثال بالروائي ياسمينة خضرة الذي شككت كثيرا في حصوله على توقيعات 60 ألف شخص عبر 25 ولاية من الوطن، وهو الشرط الدستوري لنيل صفة مترشح للانتخابات الرئاسية، على خلاف سلال الذي تبدو جميع الأبواب مفتوحة له ك«مرشح السلطة" في انتخابات أفريل 2014.