بعدما اعتبرها ''كبيرة لا تغتفر''، يكون غلام الله قد قطع رؤوس أئمة أقروا بأنهم كانوا على ''ضلالة''، فوحده الله من ''يغفر''، أما غلام الله فإنه لا يغفر ولا يرحم، وما على الأئمة الذين امتنعوا عن القيام للنشيد الوطني إلا البحث عن لقمة عيش في أرض الله الواسعة، فالرزق في النهاية على الله وليس على غلام الله··الصرامة التي تعامل بها وزير الشؤون الدينية مع ما اعتبره جرما لا تغفره توبة، ذكّرتني بسابقة لم يتب ولم يندم صاحبها وكانت أخطر وأكبر وأعمق وأغرق من ''زلة'' الأئمة ''الضالين''، ورغم ذلك فإن ''فاعلها'' لايزال فاعلا سياسيا يؤرخ ويصرح وله كافة حقوق المواطنة والحصانة البرلمانية، والأمر يتعلق لمن نسي بسعيد سعدي الذي وضع في مكان العلم الوطني قماشا أسود في تحدٍّ صارخ للدولة، فهل تعرض المعني لأي عقوبة وأين كان غلام الله من كبيرة سعدي التي اغتفرت وسقطت في كوب ماء بارد وكأنها لم تكن، رغم أن الرجل حسب علمي لم يعتذر ولم يندم ولم يُقر بأنه كان ''ضلالة''··؟ المواطنة جزء لا يتجزأ في الواجبات والحقوق، ومن لم يقف للعلم الوطني بناء على ''ضلالة'' استغسل منها، ليس كمن ينزع العلم ويعوضه بقماش أسود، أو كمن يطعن في عدد الشهداء، كما أنه ليس كمن وضع على مقاس ''استقلاله'' الذاتي راية جديدة دون أي رد فعل رسمي، فأين هؤلاء الذي يكابرون بعزة إثمهم من أئمة أقروا بضلالتهم علنا ورغم ذلك فإن ''كبائر'' غلام الله نزعت عنهم الحق في التوبة والاستغفار والمواطنة؟ فاتقوا الله يا غلام الله ووزعوا الكبائر بالعدل بين الناس فكل الناس سواسية أمام القانون·