بوشارب: سعيد لأنني علّمت بطل فيلمي القرآن وتعاليم الدين الإسلامي تعرض الفيلم الجزائري "طريق العدو" للمخرج رشيد بوشارب لنقد لاذع من طرف عدد من النقاد مباشرة بعد عرضه ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في الدورة ال64 لمهرجان برلين السينمائي الدولي الذي انطلق منذ يومين ويسدل الستار على فعالياته في ال16 فيفري الجاري. ورأى النقاد أن هذا العمل الذي استغرق عرضه 117 دقيقة وأنتجته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، والمأخوذ عن رواية "رجلان في المدينة" للمؤلف "جوزي جيوفاني"، لم يطرح جديدا في القضية نفسها التي تحكي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب. كما لم تكن هناك أي إضافة في إظهار بطل قصة الفيلم معتنقا للإسلام، إلى جانب أن اختيار الأبطال لم يكن موفقا خاصة لما ظهرت الممثلة "برندا بليتين" زائدة في الوزن عن الدور الذي قدمته كمحققة، وحتى ملابس "ويتكر" حسبهم لم تكن مناسبة للمرحلة ولا لطبيعة شخصيته في الفيلم، كما أن قصة حبه مع "دولوريس" لم تكن منطقية ولم تتطور بشكل درامي محكم. ورغم هذا، حظي "طريق العدو" الذي يعد العمل السينمائي الوحيد الممثل للعرب في "مهرجان برلين"، بمتابعة جمهور غفير له. وأعرب رشيد بوشارب في ندوة صحفية أقيمت عقب عرض فيلمه حضرها أبطاله "فورست ويتكر"، و"برندا بليتين"، و"دولوريس هيريديا"؛ عن رضاه بهذه التجربة، وقال إنها مختلفة عن أعماله السابقة كونها تحمل مجموعة من التحديات؛ أولها أن الفيلم نفسه مأخوذ عن فيلم فرنسي معروف بعنوان "رجلان في المدينة" تم إنتاجه عام 1973؛ بالإضافة إلى أنها المرة الأولي التي يتعامل فيها مع نجوم أمريكيين. وقال أيضا إنه سعيد بنجاحه في تعليم "فورست ويتكر" مبادئ الإسلام مثل الصلاة، وقراءة القرآن، فيما برر إظهار بطل فيلمه معتنقا للإسلام كنوع من التغيير عن الفيلم الأصلي، بالإضافة إلى أنه أيضا قادم من مجتمع إسلامي. كما أنه استفاد بشكل كبير من تواجد "ويتكر" لأنه قام بإجراء بعض التعديلات التي أفادت "السيناريو" بشكل كبير خاصة فيما يتعلق بالجزء الأمريكي لأنه لم لا يعرف كل التفاصيل الخاصة بالمجتمع الأمريكي. من ناحية اخرى، أعرب "ويتكر" عن سعادته بهذا الفيلم، مؤكدا أنه مختلف عن أدواره السابقة. كما أنه تعرف على ثقافة مختلفة من خلال العمل مع الجزائري رشيد بوشارب، وأنه حاول تقديم الدور بشكل مختلف ويظهر الجانب الإنساني في الشخصية. ويحكي الفيلم حياة السجين الأسود "جارنيت" الذي اعتنق الإسلام وبعد مرور 18 عاما في سجن ب"نيو مكسيكو" يحصل على الإفراج المشروط ليعود إلى مدينته من جديد، وهو يأمل أن يمحو تلك المرحلة من حياته الإجرامية، فيعمل المستحيل للعودة إلى حياته الطبيعية والاندماج بعدها في المجتمع لكنه سيحاصر بالرقيب الذي سيحول حياته إلى جحيم ويتابعه المراقب القضائي وسيطفو ماضيه ثانية على الأحداث وتفتح الملفات القديمة فيعيش كابوسا حقيقيا بسبب ملاحقات وضغوطات عرقية وعنصرية مليئة بالضغينة من طرف العمدة، هارفي كيتيلبنيو مكسيكو.