"هل سيترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة أم لا؟ " .. بات أكثر سؤال يردده غالبية الجزائريين خلال هذه الأيام التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة والمرتقبة في 17 أفريل القادم، ومنذ أشهر عدة، خاصة مع بداية عملية سحب استمارات الترشح للرئاسيات وما صاحبها من تصريحات لقيادات سياسية وحزبية حول "العهدة الرابعة". عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، يعد أكثر شخصية سياسية تبدي ثقة لا تشوبها شائبة شك حول "ترشح الرئيس لعهدة رابعة"، حيث أكّد الرجل أكثر من مرة أنّ "مرشحنا مترشح"، وأنّ الرئيس بوتفليقة سيعلن عن ذلك خلال أيام فقط، وأنّ صمت الرئيس مدروس، باعتبار أنّ الرجل معروف عنه "السوسبانس"' وعنصر "المفاجأة" واختيار "اللحظة الأخيرة" لاعلان قرارات مثل قرار بأهمية الترشح للرئاسيات. كما سارعت العديد من التشكيلات السياسية إلى دعوة الرئيس للترشح لعهدة رابعة، وجمع توقيعات تكون دافعا حقيقيا وحافزا أمام الرئيس بوتفليقة لدخول السباق الرئاسي، معلنة دعمها ومسندتها المطلقة لخيار "العهدة الرابعة"، باعتبارها ضمانة استقرار وأمن الجزائر التي تمر بتحديات خطيرة تستلزم التشبث بمبدأ "الاستمرارية". وفي المقابل، تعارض العديد من التشكيلات السياسية الأخرى، خيار "العهدة الرابعة"، وترى بأنّ على الرئيس بوتفليقة الذي قال قبل عامين "جيلي طاب جنانو" الوفاء لهذا العهد، والاكتفاء بثلاث عهدات رئاسية وافساح المجال أمام وجوه جديدة لقيادة البلاد نحو أفاق أخرى. بين داعمي "العهدة الرابعة" ومعارضيها، بقي الشارع الجزائري في حيرة من أمره متسائلا "هل يترشح الرئيس أم لا؟" و "من هو البديل؟" و"أي مستقبل للجزائر بعد 17 أفريل" .. وغيرها من الأسئلة التي تثيرها التطورات الأخيرة المتلاحقة التي تشهدها الساحة السياسية. ووسط كل هذا وذاك، تزيد التسريبات الاعلامية من حيرة الجزائريين، حيث كشفت مصادر اعلامية أنّ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أبلغ مقربيه بأنّه زاهد في العهدة الرابعة ولا ينوي الترشح لرئاسة الجزائر من جديد. غير أنّ تسريبات أخرى تناقض الأولى وتؤكّد أنّ الرئيس بوتفليقة عازم على دخول رئاسيات 17 أفريل المقبل. ويبقى سؤال "هل سيترشح الرئيس بوتفليقة أم لا؟" لا يملك اجابة حاسمة، في انتظار ما ستفرزه الأيام القليلة المقبلة من اجابات "رسمية" تزيل حيرة الشارع.