قبل شهر من إيداع ملفات الترشح أمام المجلس الدستوري لم يعد يفصلنا عن آخر أجل لإيداع ملفات الترشح لدى المجلس الدستوري سوى شهر واحد، غير أن الغموض ما يزال يلف الساحة السياسية، خاصة المعارضة بصفة عامة والأحزاب الإسلامية التي لم تفصل بعد في موقفها من موعد ال17 أفريل المقبل، باستثناء "حمس" التي دعت للمقاطعة. يصر رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، على التجديد للدعوة لمرشح توافقي، مؤكدا في تصريح ل«البلاد"، أمس، تمسكه بهذا المطلب، باعتبار أن الرئاسيات القادمة تمثل فرصة للتغيير الديمقراطي لا يجب تفويتها، وأشار مناصرة إلى أن الأمل ما يزال قائما بخصوص التوصل للمرشح التوافقي "مادام الوقت كافيا". وفي السياق ذاته، ذكر المتحدث أن هناك اتصالات "متعددة ومفتوحة" مع المرشحين وأحزاب وشخصيات سياسية، "غير أنه لم نتوصل إلى نتيجة" حسب تأكيده كما أكد مناصرة على ضرورة توفير ضمانات النزاهة في الانتخابات المقبلة بما يحقق تكافؤ الفرص أمام الجميع. من جهته، لمّح الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، إلى إمكانية اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة، موضحا في اتصال ب«البلاد" أن الحركة ستتخذ موقفها الجمعة القادم مع اجتماع مجلس شورى الحركة، ولمّح إلى إمكانية مقاطعة الحركة للاستحقاق القادم، حيث قال "منذ استدعاء الهيئة الناخبة بناء على قانون الانتخابات لم يتغير شيء"، وأضاف أن السلطة لم تستجب لمطالب المعارضة بتوفير ضمانات كافية لنزاهة الانتخابات الرئاسية. وفيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى مرشح توافقي أو مرشح معارضة، قال ذويبي إن المسألة مرتبطة بنزاهة الاستحقاقات وأنه "لا معنى للحديث عن هذا الملف في ظل هذه الأوضاع" وغياب منافسة سياسية حقيقية، على حد قوله. وبدأ العد التنازلي لموعد الرئاسيات المقبلة، وعلى بعد شهر واحد من آخر يوم لإيداع ملف الترشح، وازدادت حالة الاستقطاب بين أحزاب الموالاة والمعارضة، غير أن ما يعرف ب«تكتل الجزائر الخضراء" يعرف حالة تشتت غير معهودة قد تصل إلى توقيع شهادة وفاته نهاية الشهر الحالي، خاصة وأن الأمين العام لحركة الإصلاح جهيد يونسي، يفضل الإبقاء على حالة "السوسبانس" والتريث بخصوص اتخاذ موقف صريح من الرئاسيات، وهو الذي نفى أمس ل«البلاد" وجود مشاورات مع الأحزاب للتوصل إلى مشترك معين، كما أكد أن حزبه "ليس لجنة مساندة"، وأوضح "نحن نتحالف أو نترشح"، ما يعني أن الرجل يكون قد فصل في مسألة المقاطعة، حيث يرى العديد من المراقبين للساحة السياسية والأحزاب الإسلامية على الخصوص، أن طموحات يونسي لنيل شرف "مرشح الرئاسيات" للمرة الثانية واضحة للعيان، خاصة وأن الرجل لم يشارك في مجموعة العشرين والدفاع عن الذاكرة والسيادة التي ينتمي إليه شريكيه في التكتل. فيما فشلت مجموعة ال19 في الخروج ب«مرشح التوافق" الذي تريده المعارضة، ومنحت لنفسها وقتا آخر للبحث عن المرشح الذي يصنع الإجماع، في ظل المعطيات الراهنة، المرجح أن تدخل المعارضة الانتخابات الرئاسية بصفوف متفرقة. بينما تبدو أحزاب الموالاة في راحة من أمرها، لأن مرشحها معروف.