اعتذر المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، للشعب السوري عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات بجنيف، مرجعا ذلك لرفض النظام السوري مناقشة بند هيئة الحكم الانتقالي، وذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد الجلسة التي تعد الأقصر في مفاوضات "جنيف 2". وقال الإبراهيمي إن وفد النظام السوري أصر على مناقشة الإرهاب، بينما أصرت المعارضة على مناقشة هيئة الحكم الانتقالي، مشيراً إلى أن وفد النظام رفض مناقشة ثلث ما جاء في أجندة التفاوض. ودعا الإبراهيمي النظام إلى تطمين المعارضة بشأن هيئة الحكم الانتقالي، مشيراً إلى أنه لم يتحدد بعد موعد لجولة جديدة، وأنه طلب من الطرفين العودة والتفكير بجدوى المفاوضات، خاصة على بندي "وقف العنف"، و"تشكيل هيئة انتقالية". وفي الأثناء، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أنه سيتم التوجه إلى الأممالمتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة القادمة بشأن الأزمة السورية بعد فشل الجولة الثانية من جنيف2. وقال العربي قبل مغادرته إلى الكويت في إطار الإعداد للقمة العربية المقررة مارس القادم إنه تلقى منذ ساعات اتصالا هاتفيا من الإبراهيمي تناول تطورات محادثات جنيف2، حيث أعرب له عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم لحل المشكلة. وأشار إلى أن الإبراهيمي أكد له أن الخلاف كبير بين الطرفين في ظل تمسك الطرفين بمواقفهما إزاء أولوية القضايا المطروحة للنقاش. ومن جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري، لؤي صافي، أن سلامة الطوائف في سوريا ستأتي بالحل السلمي، فيما يصر النظام على الخيار العسكري، مبيناً أن الإبراهيمي كان يأمل أن يتوقف عنف النظام ضد المدنيين. وقال صافي "نريد سلامة ووحدة كل طوائف الشعب السوري"، مبيناً أن عدم التحدث عن آلية المفاوضات سيكون مضيعة لوقت الجولة الثالثة تعليقاً على فشل المفاوضات الأخيرة. وأشار صافي إلى أن "الجولة المقبلة تتوقف على جدية النظام وتطور الموقف الروسي"، مشدداً على أن "النظام يتذرع بحجج واهية، بينها ما يصفه بمكافحة الإرهاب". وعن المفاوضات وفشلها قال صافي إن وفد الائتلاف تمتع بصلاحيات ومرونة عالية على عكس وفد النظام، مبيناً أنه لا يمكن وقف العنف ما لم يتم تشكيل هيئة سياسية فاعلة. وأبان صافي أن "هيئة الحكم الانتقالي ستشكل وفق مبادئ الكفاءة والوطنية"، وستضم شخصيات خدمت سوريا ويتفق عليها، نافياً ما يشيعه النظام عن المعارضة بأنهم طالبوا سلطة. وبحسب صافي فقد أظهر ائتلاف المعارضة مرونة كبيرة بقبول مناقشة ما وصفه النظام بمكافحة الإرهاب، مؤكداً "قدمنا إلى جنيف إيماناً منا باستنفاد جميع الوسائل لوقف العنف"، مع أن "بيان جنيف ينص على بدء تشكيل هيئة الحكم الانتقالي". من ناحية أخرى، بدا عضو وفد نظام الأسد، بشار الجعفري، مُستَفَزّاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد جلسة المحادثات الأخيرة، حيث أمر صحافية بالسكوت، ووصف سؤالاً صحافياً آخر بأنه إرهابي، في سجال لافت بينه وبين الصحافيين. ووصف الجعفري الأجواء التي تحيط بمؤتمر "جنيف 2" بأنها "لا تبشر بالخير"، نافياً أن الإبراهيمي حمّل وفد الحكومة السورية مسؤولية فشل جلسة الختام. وقال الجعفري إن "وفد الائتلاف اعتبر إصرارنا على مناقشة الإرهاب ثانوياً"، مشدداً على أن "الإرهاب مرفوض من الشعب السوري"، محملاً المعارضة مسؤولية فشل الجولة الثانية. وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة تدرس مزيدا من الخطوات للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما ذكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أوباما طلب مجددا من إدارته التفكير في خيارات متعددة للتعامل مع الملف السوري. وقال أوباما خلال لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني في كاليفورنيا "لا نتوقع حلا للأزمة السورية في الأمد القريب، لذلك ستكون هناك خطوات فورية علينا اتخاذها لمساعدة الوضع الإنساني في سوريا". وتابع الرئيس الأمريكي القول "ستكون خطوات مرحلية يمكننا اتخاذها لممارسة مزيد من الضغط على نظام الأسد". واعتبر أنه يتعين الاستمرار في البحث حول كيفية إجراء تغيير بسوريا يقوم على أساس وضع حد لأعمال القتل واحترام كافة الجماعات، وفق تعبيره.