اعتصم اليوم، شباب من ولاية غرداية أمام قصر الحكومة بالعاصمة، مطالبين بلقاء الوزير الأول عبد المالك سلال ورافعين قائمة من المطالب تعنى في مجملها بمشكل الأمن، والأحداث الأخيرة التي هزت المنطقة وخلفت ضحايا إلى جانب مطالب اجتماعية وثقافية. استقبل رئيس ديوان الوزير الأول ممثلين عن المعتصمين، وناقش معهم جملة المطالب المرفوعة، ووعد بإيصالها إلى عبد المالك سلال، ووصف ممثل عن المجموعة أحمد الوارث اللقاء بالمثمر واستبشر خيرا من مساعي الحكومة لوضع حد لما يحدث في غرداية، مشيرا إلى أن الغرداويين في انتظار ما ستبادر إليه الحكومة في الفترة القادمة. وأكد المعتصمون ل"البلاد"، أن غرداية باتت تعيش على فوهة بركان، بسبب أحداث الشغب "الاستثنائية" على غير العادة، وأوضحوا بأنهم سئموا تشييع الجنائز وإحصاء الخسائر في كل مرة، ولهذا لا بد من حلول ناجعة تنهي الأزمة وتعيد الاستقرار إلى المنطقة، مشددين على ضرورة معالجة الأسباب من جذورها وعدم الاعتماد على الحلول المؤقتة، وتتمثل جملة المطالب المرفوعة في محاسبة قتلة الضحايا وتطبيق حكم الإعدام في حقهم، تعويض المتضررين والتكفل بضحايا الأحداث، التحقيق في الادعاءات التي تشير إلى التدخل الأجنبي والمناداة بالانفصال والتغليط الإعلامي، تشريع قوانين تقضي بتجريم رمي الميزابيين بتهمة الخوارج، إدراج المذهب الإباضي في مناهج وزارتي التربية والتعليم العالي، حماية المساجد وتدوين تاريخ المنطقة، معالجة أثار الثورة الزراعية التي نفذت بطريقة تعسفية والتي تمثل قنبلة موقوتة قد تشعل الأحداث مجددا، القضاء على أزمة السكن في الولاية، تسريع وتيرة التنمية وخلق مناصب عمل ودعم الشباب للاستثمار. وفي سياق آخر، شهدت أمس ملحقة ثانوية مفدي زكريا وسط غرداية مواجهات بين التلاميذ استدعت تدخل قوات الأمن، وجاء ذلك على خلفية الاعتداء الذي نفذه منحرفون على الثانوية واعتدوا على التلاميذ وأصابوا عددا منهم بجروح متفاوتة، وهي خطوة من شأنها أن تعيد مسلسل المواجهات وتشعل نار الفتنة من جديد.