ارتفعت أصوات في ولاية بجاية، تحذر من تفاقم الأمور في الولاية بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها وتوحي إلى استمراريتها، خاصة بعد اللقاءات التي جمعت بعض الشباب والتلاميذ، إضافة إلى ناشطين في كل من بلدية القصر وسيدي عيش، حيث ارتفعت تنادي بضرورة التعقل وعدم الانصياع وراء اتجاهات البعض الراغبين في تكرار سيناريو أحداث القبائل عام 2001. وذلك في تحذير من تكرار ما شهدته منطقة القبائل عام 2001، في إشارة إلى محاولة استغلال بعض الأطراف للوضع الحالي من أجل افتعال أزمة جديدة لتنفيذ مخططاتهم على حساب مطالب التلاميذ، مرجعين ذلك إلى التحرك القائم على مستوى القصر وسيدي عيش، وذلك في نفس المنطقة التي شهدت الاتفاق على ما يسمى بأرضية القصر، وهو الاتفاق على تطبيق النص الذي يتضمن مطالب تنسيقية العروش، والتي تتضمن 15 نقطة تطالب بالاعتراف بالهوية الأمازيغية واتخاذ خطة إصلاح ونهوض اقتصادي بالمنطقة. من جهتهم، دق أولياء التلاميذ ناقوس الخطر من تطور الأوضاع التي تشهدها بجاية هذه الأيام، بعد سلسلة الاحتجاجات التي يقودها تلاميذ الثانويات، التي عرفت دخولهم في مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، محذَرين من استغلال الوضع من أطراف لم يتم تسميتها، وذلك في الاجتماع الذي نظمه أولياء التلاميذ في ثانوية الحمادية وسط بجاية. كما استنكرت الأسرة التربوية بولاية بجاية وكذا أولياء التلاميذ، تطور الأمور لهذا الحد، والطرق التي اتخذها التلاميذ للتعبير عن رفضهم للوضع، والدفاع عن مطالبهم "المشروعة". وفي اتصال ل«البلاد" ببعض التلاميذ والشباب المشاركين في الاحتجاجات، أكدوا لنا "مشروعية المطالب المرفوعة"، مشددين على عدم قبولهم "لعدم الاستغلال السياسي من أي طرف"، كما نفوا أن يكون هناك "استغلال هذا الوضع لتعميق الأزمة وتكرار سيناريو أحداث 2001". هذه الحجج التي قالوا إنها مجرد "إشاعات تنشرها بعض الأطراف لمواجهة المطالب المشروعة المرفوعة". وقد جاء هذا، بعدما تجددت المواجهات، بأحياء بجاية بين المتظاهرين من تلاميذ وشباب الأحياء وأفراد مكافحة الشغب الذين لجؤوا إلى الاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وتوسعت المطاردة التي بدأت من مقر الولاية إلى الأحياء الشعبية، خاصة بعد المواجهات التي أسفرت عن تسجيل عشرات الجرحى بين التلاميذ ورجال الأمن، وذلك بعدما تدخلت قوات مكافحة الشغب لإجهاض المسيرة التي قاموا بها للمطالبة بتحديد العتبة وتعويض الدروس المتراكمة جراء إضراب الأساتذة مع عدم التنازل عن حقهم في العطلة الربيعية. مما استدعى تدخل والي بجاية على المباشر عبر أمواج الإذاعة المحلية، ليطلب من عقلاء المدينة وأولياء التلاميذ التدخل لوضع حد لما يقع، حيث إنه لم تأت تطمينات وزارة التربية الوطنية ولا الوعود التي قدمها المسؤولون، إضافة إلى تدخلات مدراء الثانويات، نظرا إلى عدم رضاء التلاميذ بخصوص تعويض الدروس المتراكمة واستدراك التأخر المنجر عن الإضراب المفتوح الذي شنه أساتذة الطور الثانوي لأربعة أسابيع كاملة، حيث تمسك التلاميذ بقرار الاحتجاج والخروج في مسيرة حاشدة صبيحة الأربعاء الماضي، التي اجتاحت مدينة بجاية باتجاه مقر مديرية التربية، للتعبير عن رفضهم القاطع للحلول المتخذة للتعامل مع تداعيات الإضراب.