سجّلت أخبار اليوم أمس عودة الهدوء إلى بعض بلديات ولاية بجاية التي شهدت منذ يومين موجة الغضب والاحتجاجات المسجلة على مستوى دوائر أقبو، القصر، أوزلافن، سيدي عيش، تيشي أوقاس، سوق الاثنين، درفينة وخراطة. وخلّفت هذه الاحتجاجات جروحا في صفوف المحتجّين والمواطنين وعناصر الأمن وسجّلت خسائر مادية كبيرة أتت على العديد من المؤسسات والإدارت العمومية، وكذا الهياكل الجوارية· وبدائرة أميزور لاتزال أحداث الشغب والتخريب متواصلة، حيث أقدم أمس عدد كبير من الشباب الملثّمين على تخريب وحرق حظيرة البلدية للسيّارات، المركز الاستشفائي لمرضى السكري، دار الثقافة مالك بوفرموح ومصنع أليكسو التابع لأحد المستثمرين، والذي تمّ حرقه من طرف المتظاهرين في الساعات الأولى. وقد أضيفت هذه الخسائر إلى القائمة التي سجّلت أوّل أمس، أين قام المتظاهرون بحرق مقرّي الدائرة والبلدية والمحكمة وبنك التنمية الفلاحية وحظيرة السيّارات تابعة للبلدية ومجموعة كبيرة من المركبات تابعة لمواطني المنطقة. وبالموازاة مع هذا، وتحت شعار أوقفوا التخريب والحرق، نظّمت جمعيات المجتمع المدني الناشطة باإقليم البلدية بالتنسيق مع المجلس البلدي مسيرة سلمية من مقرّ البلدية إلى مقرّ الدائرة شارك فيها حوالي 900 مواطن طالبوا بتوقيف أعمال التخريب والكسر والحرق، كما ناشدوا السلطات الأمنية التدخّل عاجلا لتوقيف هذا النّزيف من الخسائر التي سيعود بالسلبي على البلدية بكاملها. إلى جانب هذا، منع أولياء التلاميذ أبنائهم من التوجّه للدراسة خوفا على مصيرهم بسبب تجدّد أعمال العنف وتدنّي الوضع الأمني. وبعاصمة الولاية سجّل هدوء بعدما عرفت هي الأخرى نفس الأعمال التخريبية أسفرت عن تحطيم وتخريب بعض المؤسسات الإدارية والبنوك، فيما وقفت عناصر مكافحة الشغب في وجه المتظاهرين الذين كانوا بصدد حرق مقرّ مجلس قضاء بجاية. وبالجهة الشرقية للولاية على غرار بلديات تيشي وأوقاس، وبهذه الأخيرة قام أوّل أمس المتظاهرون بحرق مقرّ البلدية، فيما لم يفلحوا في تحطيم مقرّ الدائرة وذلك بعد تدخّل عناصر مكافحة الشغب، فيما أغلقت معظم مؤسساتها التربوية أبوابها بسبب منع الأولياء أبناءهم من التمدرس. يأتي هذا رغم أن مدير التربية كشف أنه لم يصدر أيّ تعليمة يحثّ فيها مدراء المؤسسات التعليمية على غلق المؤسسات التعلمية، وقال بالمناسبة إنه دعا الجميع إلى العمل بالتنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ من أجل مصاحبة التلاميذ إلى مدارسهم وعدم حرمانهم من التمدرس. وعاد الهدوء إلى كلّ من بلديات درفينة وسوق الاثنين التي شهدت منذ يومين نفس الأحداث التي أسفرت عن حدوث خسائر كبيرة في الممتلكات العمومية، حيث قام المتظاهرون بحرق وكالة سونلغاز ومركز بريدي، فيما فشلوا في اقتحام مركز الشرطة. وببلدية خرّاطة التي أحترقت أوّل أمس بكاملها، اختتم المتظاهرون نشاطهم التخريبي بحرق أربع سيّارات كانت متوقّفة في ساحة البلدية وسرقوا أزيد من 15 مركبة أخرى كانت متواجد في حظيرة البلدية وعتاد من الوزن الثقيل، وبعده قاموا بحرق وتخريب البنك المحلّي للتوفير والاحتياط. وقد بلغت الحصيلة الأولى للخسائر المسجّلة ببلدية خرّاطة لوحدها أزيد من 105 مليار سنتيم، وقامت صبيحة أمس مجموعة كبيرة من المتطوّعين بحملة واسعة لتنظيف كلّ الأحياء والشوارع التي عرفت أعمال التخريب والحرق، وقد سجّلنا تحرّك مصالح الأمن لفرض الحراسة على كلّ المرافق العمومية التي تمّ حرقها وذلك قصد الوقوف في وجه المجرمين الذين يقومون بعمليات السطو سرقة ممتلكات الغير·