بحث حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس ، التطورات المتلاحقة في الساحة الأوكرانية والتوجه الروسي للتدخل العسكري في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وسط تحذير أميركي وتحرك دولي بعد أن طلبت كييف الحماية الدولية من أي تدخل عسكري روسي. صرح الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن إن سفراء الحلف اجتمعوا في بروكسل لبحث الوضع في أوكرانيا.، كما كان وزير الخارجية الأوكراني سيرغي ديشتشيريتسيا طلب من الناتو النظر في كل السبل الممكنة للمساعدة في حماية وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها والشعب الأوكراني والمنشآت النووية على الأراضي الأوكرانية.و في ذات السياق طالبت واشنطن في جلسة طارئة لمجلس الأمن بإرسال بعثة مراقبين دوليين إلى أوكرانيا، وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور إن الوقت حان لكي تنهي روسيا تدخلها هناك، واقترحت تشكيل هذه البعثة من أفراد ينتمون إلى كل من الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم كلا من روسياوأوكرانيا.ومن جهتها قد حذرت الولاياتالمتحدةروسيا من تداعيات خطيرة على العلاقات الثنائية بسبب أزمة أوكرانيا، واتهمت واشنطنموسكو بانتهاك السيادة الأوكرانية وتهديد السلم.وأما من جانبه وصف المندوب الأوكراني لدى الأممالمتحدة الدعوة إلى نشر مراقبين دوليين في أوكرانيا بأنها موقف إيجابي, وأشاد بمواقف سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن. لكنه قال إن كلمة المندوب الروسي في المجلس تعد تدخلا مباشرا في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، في حين أن المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين فقال إن قرار استخدام القوة العسكرية في الأراضي الأوكرانية لم يتخذ بعد, ودعا إلى العودة إلى المسار السياسي الدستوري, وتشكيل حكومة وحدة وطنية.ومن جهتها تأتي هذه التحركات بعد أن وافق البرلمان الروسي على طلب الرئيس فلاديمير بوتين إرسال قوات عسكرية إلى منطقة القرم الأوكرانية تلبية لمطالبة السلطات المحلية في شبه جزيرة القرم لروسيا بحماية المواطنين الروس على أراضي الإقليم.كما يشار إلى أن مدينة سيمفيروبول عاصمة إقليمِ القرم شهدت أول أمس مظاهرات واعتصامات مؤيدة لقرارات السلطات المحلية ولقرار المجلس الفدرالي الروسي بالموافقة على طلب الرئيس بوتين استخدام القوة العسكرية في القرم.وأما من جانبه أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر نظيره الروسي بوتين من إجراءات قد تقدم عليها واشنطن وحلفاؤها إذا استمر ما وصفهُ بانتهاك موسكو للقانون الدولي بتدخلها في أوكرانيا، كما دعا أوباما بوتين إلى إعادة القوات الروسية إلى قواعدها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، كما حذر من أن مضي روسيا في انتهاك القانون الدولي سيقودها إلى عزلة سياسية.في حين قد أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي أبلغ نظيره الأميركي أن لروسيا الحق في حماية مصالحها والسكان الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم إذا حدثت أعمال عنف، وقالت الرئاسة الروسية إن بوتين شرح لأوباما مخاطر ما سماه أعمالا إجرامية للقوميين المتطرفين المدعومين من سلطات كييف.وأما ضمن التحركات الدولية، توجه أمس وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إلى كييف لبحث تطورات الأزمة في أوكرانيا، و أما كندا فقد استدعت سفيرها في أوكرانيا للتشاور على خلفية التصعيد هناك، وجاء ذلك بعد محادثة هاتفية مع كل من الرئيسين الأميركي والفرنسي فرانسوا هولا ند، اتفقوا فيها على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. ومن جهته أفاد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إن بلاده ستستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور، وستجمد الاستعدادات للمشاركة في اجتماع قمة مجموعة الثماني المقرر عقدها في روسيا، في حين أكد بيان صدر عن مجلس الوزراء أن هاربر أكد أن كندا تدعم النشر الفوري لمراقبين دوليين من الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا.