توسع المناوشات إلى بريان و حرق خمسة محلات تجارية تعرضت خمسة محلات تجارية لأعمال حرق عقب اندلاع مناوشات في صبيحة أمس السبت، بين مجموعات من شباب مدينة بريان الواقعة على بعد 45 كيلومترا شمال عاصمة وادي ميزاب غرداية حسب ما أفاد شهود عيان من المكان و أكدته وكالة الأنباء الجزائرية. و قد تم حرق خمسة محلات تجارية في المجموع منها مخبزة تعود لأحد المالكيين و مقر وكالة التشغيل ببريان بالإضافة إلى سيارة كان استهداف راكبيها بداية لتوسع الصراع العنيف بين الطائفتين، و أحرق فريق المالكيين بدورهم في رد على العنف الذي شهدته بريان بعد صلاة الجمعة الماضي أمس مطعما و محلا لبيع البيتزا و كشكا صغيرا يملكها إباضيون من بني ميزاب، و فق مصادر متطابقة. وقد تخلل هذه المناوشات تراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في المحلات التجارية الخمسة، حيث تسببت الوضعية في شلل لحركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين الجزائر العاصمة و غرداية و المؤدي إلى عمق الصحراء بأقصى الجنوب الجزائري، و هو ما عرقل حركة السير بين شمال وجنوب الوطن. ولمواجهة هذه الوضعية تدخلت قوات حفظ النظام العمومي مدعومة بقوات من ولايات مجاورة لتفريق المتنازعين واستعادة النظام والأمن ببريان. و فتح الطريق الوطني رقم واحد أمام حركة المرور. و قال شهود أن أشخاصا يعتقد أنهم من جماعة بني مزاب الإباضيين تنقلوا بعد زوال يوم الجمعة إلى بريان و قاموا بإلقاء زجاجة "مولوتوف" حارقة على سيارة من نوع "شيفرولي"كان بها شخصان من أتباع المذهب المالكي، مما تسبب في إصابة راكب كان داخلها بحروق من الدرجة الثانية على مستوى الوجه و اليدين، تم نقله إلى مستشفى مدينة غرداية حسب مصدر طبي، بينما فر الشخص الذي كان يقود السيارة. وتأتي هذه المناوشات بعد أحداث مماثلة كانت قد وقعت مؤخرا بعدد من أحياء سهل وادي ميزاب بمدينة غرداية و التي سادها أمس بعض الهدوء بينما لا يزال عدد كبير من المحلات التجارية بها مغلقا. التطورات في بريان التي عرفت أحداثا مشابهة في صراع أتباع المذهب المالكي و الإباضي على مر السنوات الماضية جاءت بينما تجري التحضيرات لتقريب وجهات النظر بين الطائفتين المالكية و الإباضية في عاصمة وادي ميزاب، و قد سعى بعض العقلاء أمس من الإباضيين إلى تهدئة سكان قصر امليكه الذين تضررت ممتلكاتهم و متاجرهم و منازلهم في أحداث العنف الأخيرة بالمنطقة. و كانت تلك المحاولات قد بدأت من قصر غرداية العتيق و هو معقل بني ميزاب و قلب الإباضية و امتدت نحو الشمال الغربي في اتجاه الغابة حيث تتمركز مجموعات من بعض متشددي بني ميزاب. و أفاد مصدر مسؤول ببلدية غرداية في تصريح للنصر أن عقد لقاء يجمع شيوخ المالكية و الإباضية لا زال لم يتحدد تاريخهم، بعد ولكن المساعي لدى الطرفين جارية و بوساطات من أعيان مناطق مجاورة و نافذين في مجتمع غرداية و بعض الوجهاء من الذين تسمع كلمتهم لدى الأعيان لعقد لقاء مشترك بقاعة الحفلات لبلدية غرداية. و من المرجح أن يتم ذلك مساء اليوم الأحد. و يتخوف الساعون إلى الصلح بين الطرفين في غرداية أن تكون محاولات توسيع رقعة الخلاف في وادي ميزاب بين الاباضيين و المالكيين إلى مدينة بريان عملا يهدف إلى وأد محاولات التقريب بين المتنازعين و اجهاضا لمساعي المصالحة للاتفاق و لو في مرحلة أولى على وقف الاعتداءات من الطرفين و السماح للسكان في مناطق التماس بالبقاء في بيوتهم آمنين.