شهدت، أمس، حركة التجارة بولاية غرداية توقفا لليوم الثاني على التوالي، بسبب إصرار أصحاب المحلات على غلق محلاتهم خوفا من نشوب أعمال شغب جديدة، بعد تلك التي حدثت بين شبان عدة أحياء ليلة الأحد إلى الاثنين. أكدت مصادر من المنطقة أنه رغم عودة حركة المرور بغرداية، بعد إن توقفت أول أمس ليوم كامل، بسبب الفوضى التي انتشرت بكل أحياء الولاية إثر المواجهات التي نشبت بين شبان وقوات الأمن. وتشير مصادرنا إلى أن عودة الهدوء إلى المنطقة يرجع إلى تدخل قوات خاصة للأمن تم جلبها من وحدات أمن الولايات المجاورة في حدود الساعة السادسة ونصف من مساء أول أمس. وأشارت المصادر إلى أن انتشار هذه الوحدات جاء مباشرة بعد انتهاء اجتماع الوالي بأعيان المنطقة، وشنت حملة توقيفات مست العشرات من المشاغبين من الجانبين. وكان والي ولاية غرداية، أحمد عدلي، أمر أول أمس بفتح تحقيق حول أعمال الشغب واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المتسببين فيها. وقد أصيب نحو عشرة أشخاص، من بينهم أفراد أمن، بجروح طفيفة إثر المناوشات التي نشبت ليلة الأحد إلى الإثنين بين مجموعات من شباب الإباضيين والمالكيين بأحياء مدينة غرداية وقصر مليكة - كما أفادت مصالح إستشفائية. فيما قام مجموع التجار بغلق محلاتهم بهذا الحي للتعبير عن احتجاجهم لانعدام الأمن والخوف من أن تنزلق الأمور إلى التخريب والحرق، ونظموا اعتصاما أمام مقر الولاية للدعوة إلى توفير الأمن وحماية الممتلكات والأشخاص. وتعود أسباب هذه المناوشات بين شبان المالكيين والإباضيين إلى قضايا عقارية بوادي ميزاب والبناءات الفوضوية، حيث “اندلعت هذه المناوشات عقب بناء أحد سكان مدينة مليكة (إباضي) لجدار أدى إلى إغلاق مدخل مقبرة تابعة للمالكيين"، كما أوضح شبان من المالكيين من حي ثنية المخزن.