وجد عدد من زبائن بريد الجزائر، من أصحاب الحسابات الجارية، أنفسهم في ورطة حقيقية، بعد تغيير أرقام مفاتيح حساباتهم، بعد اعتماد النموذج الجديد للصكوك البريدية، حتى تسهل عملية التعامل بها داخل البنوك العمومية والخاصة، في إطار عقد أبرم بين مؤسسة بريد الجزائر وبنك الجزائر. فيما ترفض مثلا صناديق الضمان الاجتماعي والتقاعد، التعامل بالنماذج الجديدة للصكوك البريدية، بحجة أنها لا تكشف عن هوية زبائنها بدقة، مما يعني تأخير وحرمان المنتسبين إليها من مختلف التعويضات التي ينتظرها المواطنون المعنيون. لا تكاد معاناة زبائن بريد الجزائر تنتهي، حتى ظهرت من جديد أزمة أخرى، بقي الزبون يدفع ثمنها في كل حين، نجمت عن تغيير أرقام مفاتيح الحسابات البريدية للزبائن، في سياق توسيع استخدامات الصك البريدي خارج مراكز البريد، وهي الصيغة التي جاءت في الظاهر للتخفيف من معاناة زبائن البريد عبر التراب الوطني، وجاءت هذه الفكرة حسب مصادر من بريد الجزائر، بعد الإضرابات التي شهدها القطاع في السنوات الأخيرة، بسبب مطالب اجتماعية ومهنية لعمال القطاع، لوقف استعمال الزبائن كورقة ضغط لدى العمال لتحقيق مطالبهم، حيث عمدت إدارة بريد الجزائر إلى التوقيع على اتفاقية مع البنك المركزي، نتج عنها تغيير أرقام مفاتيح الحسابات البريدية، التي يتم بموجبها التحكم في حساب الزبون داخل مراكز البريد أو في البنوك، للتخفيف من الضغط الذي تعيشه المؤسسات البريدية عبر الوطن. واتضح جليا بعد شروع مؤسسة بريد الجزائر في طباعة النماذج الجديدة للصكوك البريدية، أنها غير صالحة للتعامل بها لدى مختلف المؤسسات كصناديق الضمان الاجتماعي والتقاعد ومختلف القطاعات الرسمية وغير الرسمية، وحتى المؤسسات الخاصة، التي تتعامل في صرف رواتب عمالها على حسابات بريدية جارية، إذ يجد زبون البريد أن رقم المفتاح في حسابه البريدي الذي تم تغييره، لا يكشف عن هويته الحقيقة رغم أن باقي الإرقام المدونة في حسابه صحيحة، وهو ما يعني رفض هذا النموذج، والامتناع عن دفع المستحقات المالية المترتبة عن رواتب أو تعويضات. وكشف مصدر من بريد الجزائر، رفض ذكر اسمه، ل "البلاد"، أن هذه الحادثة تم تسجيلها منذ الكشف عن النماذج الجديدة للصكوك البريدية، وأن أعوان البريد كثيرا ما يتدخلون بصفة شخصية وتطوعية، لمعالجة هذا الخلل، لكنهم يبقون عاجزين في غياب رؤية تقنية لهذا المشكل، خاصة أن الزبون في كل مرة بتقديم الحساب البريدي الصحيح الخاص به، وهو الأمر الذي يبقيه في حالة تيهان لا حصر لها.