طوابير لامتناهية زاد حدتها توقف آلات السحب الإلكتروني تعيش مكاتب البريد بأغلب ولايات الوطن، منذ أسبوع، حالة من الاضطراب بسبب نقص السيولة النقدية وصغط الطوابير الطويلة، حيث يضطر الزبائن للانتظار بالساعات والأيام للحصول على أموالهم رغم الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها المديرية العامة للمؤسسة العمومية بفتح مكاتب البريد من الساعة التاسعة مساء الى غاية منتصف الليل منذ الثامن أوت الجاري قصد تخفيف الضغط على المؤسسات البريدية. مصدر مسؤول من بريد الجزائر قال إن المشكل يكمن في عدم عودة كتلة نقدية كبيرة إلى الدائرة الرسمية للبريد والبنوك بعد سحبها، مشددا على أن التدفق القياسي للزبائن ساهم في الاضطراب خاصة في الفترة الليلية. تشهد مختلف مراكز بريد الجزائر بولايات الشرق منذ أيام على وقع مشكل النقص الفادح في السيولة واختفاء صكوك الإنقاذ التي منعت الزبائن من سحب رواتبهم ومعاشاتهم في غياب البديل وانتشار المشكل بكامل المركز في وقت لاتزال وكالات البريد تعيش على وقع مشكل توقف عمل عدد من أجهزة الصرف الآلي والتي كان بالإمكان أن تساهم في فك الخناق عن المراكز حسب المواطنين الذين احتجوا على الوضعية الكارثية التي يعيشها القطاع منذ مدة دون إيجاد حل جذري ونهائي للمشكل. تتجدد المتاعب مع مؤسسة «بريد الجزائر» في كل مناسبة على رمضان والأعياد والدخول المدرسي بالرغم من التصريحات السابقة للمسؤولين بحل المشكل من خلال تعميم العمل بالبطاقات الممغنطة والإسراع في عمليات منح الشيكات البريدية وكذا دعم المراكز بالسيولة والتي أصبحت منذ أيام الشغل الشاغل للمواطنين حيث لا يزال العديد من المواطنين دون معاشات أو أجور بسبب نقص السيولة واختفاء صكوك الإنقاذ وهو ما وقفنا عليه بعدة مراكز وسط مدينة عنابة، في الوقت الذي تتوفر فيه صكوك الإنقاذ لدى أصحاب الأكشاك متعددة الخدمات وكذا بعض «الباعة» الذين حولوا مداخل المكاتب البريدية إلى محلات لبيع والمتاجرة بصكوك الإنقاذ بمبلغ 10 دنانير، مع بقاء التساؤل مطروحا حول الجهة التي تزود هؤلاء «الباعة» بهذه الصكوك والتي من المفترض أن تبقى داخل مكاتب البريد وتمنح بالمجان. وقد أكد عدد كبير من الزبائن أنهم لا يفهمون ما يحدث بمراكز البريد التي تتحجج كل مرة بنقص السيولة بالرغم من أن المؤسسات التي يعملون بها تقوم بعملية إيداع الرواتب بحساباتهم بالبريد، فيما دعا بعض الزبائن إلى إنقاص عدد زبائن البريد خاصة بعد رفع الأجور التي أصبحت تستنفد السيولة وذلك من خلال قيام بعض المؤسسات العمومية بتحويل رواتب عمالها نحو البنوك التي لا تعرف نقصا بالسيولة كما أنها تتوفر على مبالغ مالية بالإمكان استخراجها خاصة بعد قرار بعض مراكز البريد بعدم صرف أكثر من 20 ألف دينار للزبون وهو ما يتنافى ورغبة وحاجيات مئات الزبائن الذين هم بحاجة إلى أموالهم. وبالمقابل ندد المواطنون ببقاء عدد كبير من آلات الصرف الآلي للأموال متوقفة عن العمل والمتواجدة خارج المراكز، إذ كان بالإمكان أن توفر مبالغ مالية وتفك الخناق عن المراكز. وتساءل الزبائن عن أسباب وضع هذه الصرفات الآلية وتعميم البطاقات الممغنطة دون العمل على تطبيق الإجراءات المتبعة للسير الحسن لهذه الآلات. وقد ناشد المواطنون وزير القطاع التدخل لوضع حد للمشكل الذي تحول إلى مرض عضال بالقطاع. فيما طمأن مسؤول من المؤسسة بأنه «عند اقتراب كل عيد يتم تسجيل ديناميكية غير عادية على مستوى المؤسسات البريدية بسبب تغيير برنامج تحويل الأجور نظرا للطلبات العديدة للهيئات والمؤسسات والصندوق الوطني للتقاعد لتقديم دفع الأجور والمنح وأن «بريد الجزائر» يبذل مجهودات لتجاوز أي اضطراب».