وصف بيان عن مجلس الشيخ عمي السعيد، لسان حال المزابيين في ولاية غرداية أن ما تعيشه أحياء غرداية بني يزڤن ومليكة وبونورة والقرارة وبرايان ب«المؤامرة الوحشية"، التي يقف أمامها الجميع جراء "العدوان الظالم وإزهاق للأرواح وانتهاك المقدسات وإتلاف للممتلكات وحرق للمساكن وتخريب للمتاجر والمؤسسات الاقتصادية وترويع للآمنين"، متسائلا عن الأبعاد والدوافع الحقيقية التي تكون وراء إذكاء نار الفتنة، داخل هذا المجتمع المحافظ، وما هو الهدف من ورائها؟، داعيا "المؤمنين وكل العقلاء إلى التوبة إلى الله والتخلق بأخلاق القرآن"، منبها أنه على السلطات المحلية والمركزية مواصلة "العمل الجاد لاستئصال جذور الفتنة"، والعمل على "محاسبة المتسببين في هذه المأساة والمساهمين في إذكاء نارها". واستنكر المجلس في البيان الذي تلقت "البلاد" نسخة منه، الذي اتسم خطابه بالهدوء والرزانة، والتدقيق في المصطلحات، ما نقلته وسائل إعلام "ساهمت في نشر الإشاعات الكاذبة وقلب الحقائق". وخاطب مجلس أعيان عمي السعيد، العقول الحية داخل الجزائر، في بيان هادئ لم يحمل أي اتهام لأي كان، في الأزمة الدامية التي تعيشها الولاية منذ أزيد من أربعة أشهر، خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، وترويعا للسكان الآمنين الذين اضطر بعضهم إلى هجران بيوتهم خوفا من القتل أو التشريد. وبدا جليا من بيان هذا المجلس عدم إشارته إلى أحداث العنف التي شهدتها المناطق التي لا تسود فيها غالبية مزابية، والتي نالت نصيبها من العنف والاعتداءات، حسب ما تشير إليه التقارير الرسمية والإعلامية، التي أكدت أن ما تعيشه غرداية هي فتنة ضرب أبناء المنطقة وتهدد تعايشا بين مختلف الأطياف دام قرونا. هدوء حذر ليلة أمس بغرداية وقد عاد الهدوء النسبي ليسيطر على الوضع في غرداية، بعد أسبوع من المواجهات التي أسفرت عن مقتل ثلاثة شبان في ليلة واحدة، حيث بادر مجلس التجار أمس إلى الانطلاق في حملة تنظيف السوق العريق من مخلفات المناوشات الدامية والخراب الذي تعيشه المدينة منذ فترة، إلى جانب ذلك أصدر مجلس أعيان سي السعيد بيانا نوه من خلاله بالمجهودات التي بذلتها السلطات والحكومة للقضاء على الفتنة في غرداية وتوفير الأمن بها، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، داعيا كل الأحرار من الاباضيين والمالكيين للوقوف وقفة رجل واحد في وجه زارعي الفتنة، تاركين الخلافات جانبا. وأكدت مصادر من غرداية أن الهدوء عاد ليسيطر على الانزلاق الأمني الذي عاشته المدينة منذ أسبوع، بعد تجدد المواجهات بين الميزابيين وعرب المنطقة، وأكد المصدر أن ليلة أمس كانت أحسن ليلة من حيث الهدوء الذي لم ينعم به الغرداويون منذ شهرين، حيث لم تسجل أي مواجهات وعاشت المدينة هدوءً تاما إلا بعض المناوشات التي تمت بحي الحاج مسعود بين المافيا وأعوان الشرطة التي سيطرت على الوضع. بينما تسربت شائعات عن حرق مركز للبريد بحي مرماد صبيحة أمس، وعادت الدراسة بالنسبة لأقسام النهائي في معهدين للتكوين، وتزامنا مع ذلك مرت جنازة الشبان الثلاثة الذين تم دفنهم مساء أول أمس في جو جنائزي مهيب ولم تسجل فيها أي مداخلات، لاسيما مع حضور السلطات المحلية وأعيان من الطرفين.