توفي يوم الخميس الشاب الحاج سعيد خالد بمستشفى الشهيد ترشين إبراهيم ببنورة ولاية غرداية، بعد غيبوبة دامت أربعة أيام إثر تعرضه لاعتداء وحشي يوم الاحد 19 جانفي من قبل عصابات النهب والحرق وذلك بالضرب بالعصي وتركته مرميا بالشارع ثم واصل أفراد من الشرطة في سابقة خطيرة الاعتداء على الضحية خالد وهو فاقد للوعي، ومنع أفراد عائلته من إسعافه، مما اضطرها لتقديم شكوى رسمية ضد أفراد الشرطة، وفي نفس الوقت تعرض منزلهم العائلي للنهب والسرقة والحرق من طرف المجرمين والغوغاء. خالد الضحية الثانية في أحداث غرداية، والثالث منذ اندلاعها في القرارة نهاية شهر نوفمبر الماضي، يبلغ من العمر 35 سنة وأب لطفلين، هو ثاني ضحية لأمه، التي فقدت ابنها البكر المدعو الشيخ ضمن عداد ضحايا الإرهاب، حيث اغتيل من قبل الجماعات الإرهابية عام 1996 بمدينة الجلفة، وبذلك تفقد أم خالد وأحمد ابنين لها في أعمال عنف وأحداث استثنائية عاشها ويعيشها الوطن الجزائري، ومن المنتظر أن تشيع جنازة الفقيد (الجديد) اليوم السبت. وفي سياق آخر، اختفى يوم الخميس ليلا شاب، يدعى بابا واعمر بشير بن يحيى، يبلغ من العمر 20 عاما، وذلك في حي ابن اسمارة، ولم يعثر عليه إلى الآن. من جانب آخر، تقرر تأجيل الامتحانات إلى غد الأحد في جامعة غرداية بعد الإضراب الذي شل به الطلبة الجامعة. وفي سياق ذي صلة، بات (التراشق) بالبيانات سمة أساسية في غرداية هذه الأيام، حيث أصبحت البيانات جزءا من الفتنة المستعرة في غرداية. وأصدر مجلس عمي سعيد الكرثي، الهيئة الوحيدة المخولة عرفا وقانونا بالتحدث باسم الإباضية الجزائريين (المزابيين) في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أين جاء بيانه منددا بالتصرفات والتصريحات التي يقوم بها المدعو فخار كمال، ونافيا المجلس من خلال بيانه تبنيه لادعاءات بعض الصحف بأن المزابيين يطالبون بالانفصال أو الحكم الذاتي، أو التدخل الأجنبي. من جهته أصدر مجلس أعيان المزاب (الإباضية) لقصر مليكة ببلدية غرداية بيانا حول أعمال التخريب والشغب التي شهدها القصر طيلة الأسبوع المنتهي. للإشارة، فقد توقف الاحتجاج الذي بادر به أعيان العرب(المالكية) في القرارة على إثر صدور قرار تحويل أعوان أمن دائرة القرارة مؤخرا، حيث فشلت كل مساعيهم مع السلطات المحلية. جدير بالذكر أن الأحداث التي شهدتها غرداية مؤخرا تميزت بأعمال تخريب ونهب وإضرام النيران في أكثر من 40 سكنا ومحلات تجارية وبساتين نخيل وسيارات للخواص وتحطيم للتجهيزات الحضرية. وقد تعرض عشرات الأشخاص لجروح خلال هذه المناوشات المتكررة قبل أن يتم تجنيد قوات مكافحة الشغب على مستوى مواقع هذه الأحداث لإعادة الأمن بالمدينة. وعاد الهدوء النسبي يوم الخميس بمختلف أحياء سهل وادي ميزاب الذي يضم 4 بلديات التي كانت مسرحا لهذه المناوشات. ولا تزال المحلات التجارية والمؤسسات التربوية والهياكل العمومية مغلقة عبر عديد الأحياء بوسط مدينة غرداية في حين إستأنفت محلات تجارية على مستوى الأحياء المجاورة نشاطها العادي. للتذكير أكد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال مساء الأربعاء ببرج بوعريريج بأنه لا يمكن التفكير في وجود مشكلة بين المالكيين والإباضيين بغرداية. وأضاف السيد سلال في هذا السياق -خلال الاجتماع مع ممثلي المجتمع المدني الذي اختتم به زيارة العمل إلى ولاية برج بوعريريج- قائلا (لا تعتقدوا بأنه توجد مشكلة بين المالكيين والإباضيين بغرداية بل الأمر يقتصر فقط على مشادات ومشاحنات بين الشباب (...) على الرغم من وجود أقلية تسعى يائسة أن توقع بنا في فخ). وأكد الوزير الأول أن (استقرار البلاد مسألة سامية وقوية ولا يستطيع أي شيء أن يزعزعها).