وجَه المرشح الحر للرئاسيات القادمة علي بن فليس في تجمع شعبي نظمه أمس بولاية معسكر مجموعة من الرسائل، أبرزها تلك التي قصد بها مدير حملة المترشح عبدالعزيز بوتفليقة، جاء مفادها أن "الدولة لا تسير بالمزاح". مطالبا مختلف المترشحين بأن تكون الحملة الانتخابية نظيفة، كما شرح بن فليس الخطوط العريضة لبرنامجه. دعا بن فليس في أول أيام الحملة الانتخابية من ولاية معسكر الشعب الجزائري إلى التمسك بالوحدة الوطنية كما فعل ذلك مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبدالقادر. كما وجَه رسالة واضحة إلى الوزير الأول الأسبق عبدالمالك سلال دون أن يذكره بالاسم، قائلا "الدولة لا تسير بالمزاح، بل يجب احترام وتقدير الشعب الجزائري". وأشار المتحدث إلى أنه جاء بمشروع تحت عنوان "مشروع التجديد الوطني"، وهو مشروع جامع لكل الجزائريين، موضحا أنه "يتعين على كل الفرسان المرشحين خوض المعترك الانتخابي بأخلاق وعدم المساس بأعراض الناس وشرفهم". ولم يخو خطاب بن فليس من الرسائل السياسية الموجهة للطبقة السياسية مواليه وحتى من يقف ضده، أنهم سيجدون أنفسهم "معنا في المستقبل دون إقصاء لأي أحد، وذلك من خلال وحدة وطنية تكون جامعة لكل ألوان الطيف السياسي المكوَن للساحة الجزائرية، لتكون أول مهمة لهذه الحكومة -حسب بن فليس- إعداد دستور توافقي وإعداد أساسيات السياسات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن الحكومة القادمة في عهده إذا ما تم انتخابه، ستركز على وقف ما سماه "السطو على المال العام وانتهاك حرمة الجزائر المالية"، كما تعهد بن فليس بإجراء انتخابات تشريعية تفضي إلى مؤسسات ذات شرعية ومصداقية وتتمتع بدعم شعبي. وقال بن فليس بخصوص الدستور والسلطة التشريعية إنه يقترح دستورا توافقيا من خلال فتح نقاش وطني واسع يدوم أزيد من سنة بمشاركة المجتمع المدني والسياسيين والاقتصاديين للوصول إلى مشروع دستور جديد على أن تتم المصادقة عليه -يضيف بن فليس- من طرف الشعب عن طريق الاستفتاء. كما اقترح المرشح الحر أن يكون البرلمان في عهده بصلاحيات موسعة يمكنه عزل الحكومة ومحاسبتها أسبوعيا مع استجواب الوزراء وإنشاء لجان تحقيق في كل صغيرة وكبيرة. كما استغرب المتحدث متسائلا "كيف للحكومة مراقبة عمل البرلمان ولا أحد يراقبها؟"، وهو ما وصفه "بالمهازل"، كما انتقد ما وصفه "تكبيل القضاة"، قائلا "القاضي في الجزائر ملجم الفم ومكبل اللسان". كما أعاب بن فليس على القضاء تدخله في شؤون الأحزاب، حيث قال "عدالة الليل كسرت الأحزاب". واختتم بن فليس تجمعه الشعبي المنظم بالقاعة المتعددة الرياضات -الوحدة الإفريقية- بمعسكر توجيه رسالة إلى أنصاره وكل الشعب الجزائري لحماية صناديق وأصواتهم، قائلا "احموا صناديكم فأنتم تدافعون عن الحق والحلال فلا تقبلوا بالتزوير".