- فيلم "عائد إلى مونولك" يروي شهادات عن التعذيب والقهر الاستعماري كشف المخرج محمد زاوي في حديث مع "البلاد"، عن مشاركته في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائي الخاص بأفلام دول البحر المتوسط الذي ينطلق في التاسع أكتوبر الجاري ويتواصل إلى غاية الرابع عشر من نفس الشهر. ويتعلق الأمر بفيلمين تسجيليين الأول "عائد إلى مونولك" والثاني "آخر كلام" حول الروائي الراحل طاهر وطار الذي سيتم عرضه ضمن "بانوراما الأفلام العربية"، إلى جانب عدد من الأفلام التسجيلية العربية من العراق وفلسطين والبحرين ولبنان والسعودية وسوريا والأردن والمغرب. ويستعرض فيلم "العودة إلى مونلوك" الذي أنتجه وأخرجه محدثنا سنة 2012؛ مجموعة من الشهادات لرجال سياسة فرنسيين ومحامين ومؤرخين ومعتقلين سابقين في "قلعة مونلوك" بمدينة "ليون" الفرنسية، والذين أدلوا بآرائهم فيما يخص النظام الاستعماري الفرنسي ورفضه الاعتراف بثورة التحرير الجزائرية. ويقدم رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام مصطفى بودينة في هذا الفيلم؛ شهاداته المؤلمة من خلال سرد مؤثر للخوف الدائم الذي عاشه هذا المحكوم عليه بالإعدام في انتظار ذلك الفجر الفاجع الذي سيطرق فيها سجانه باب زنزانته ليأخذه إلى الموت. وكان الفيلم الوثائقي قد تحصل على المرتبة الثالثة مع تنويه خاص من لجنة تحكيم المهرجان الدولي التاسع للأفلام التسجيلية 2013 بالعاصمة القطرية الدوحة. من ناحية أخرى، يعد هذا الفيلم الوثائقي نتيجة بحث وعمل على الذاكرة جسّده صاحبه بقليل من الإمكانات الخاصة والمتواضعة، وفي ذلك تأكيد على أن الإرادة والرغبة في تقديم التاريخ بصورة سينمائية بعيدة عن التزييف وتزويد السينما الجزائرية بأعمال جيدة، جهد لا يقدر بأي ثمن، حيث بإمكان أي مخرج تتوفر لديه الرغبة في تقديم أعمال جيدة لن تكون الميزانية عائقا أمامه. وهو كلام ينطبق على محمد الزاوي الذي أنتج في أقل من 5 سنوات فيلمين من تمويله الخاص؛ الأول خاص بالأديب الراحل الطاهر وطار والثاني بمصطفى بودينة بعنوان "عائد إلى مونلوك". وشارك هذا الفيلم في مهرجان "الجزيرة" للأفلام التسجيلية في دورته التاسعة.