مارأيك في الهجمة الأخيرة التي شنها رئيس حركتكم على زعيمة حزب العمال؟ منذ تأسيس الحركة وقبل مرحلة التعددية السياسية ومنذ خروج الحركة إلى الساحة السياسية، ظلت الحركة لها مباديء وقناعات ومراجع في التعامل مع الشركاء السياسيين والخصوم، تعتمد على الحوار والاحترام المتبادل مع توسيع دائرة النقاش ورفض العنف اللفظي والذي قلنا في التسعينات إنه يتحول إلى عنف مادي. معنى كلامك أن مقري استعمل العنف اللفظي في رده على لويزة حنون؟ لا أقول عنف لفظي، لكن أعتبره تجريح في رأيي الخاص صدر في لحظة غضب أو لحظات رد الفعل. كما تعتبر سقطة سياسية كان يمكن تجنبها، والسيدة حنون ردت بقوة على مقري، نتمنى أن هذه الحادثة المؤسفة تكون عابرة وليس لها تأثير. هل تكلمت مع رئيس الحركة بعد هذه الحادثة حول الموضوع أم لا؟ لا لم أتكلم معه ولم نلتقي. ما موقفك من تصريح نجل الشيخ محفوظ نحناح والذي هاجم بدوره مقري بشدة وأعلن أنه يساند الرئيس بوتفليقة في الترشح لعهدة رابعة؟ نجل الشيخ محفوظ نحناح ليس مؤسسا، كما أنه ليس مناظلا بالحركة وبالتالي يبقى موقفه وتصريحاته فردية تعبر عن موقف شخص فقط، وليست موقفا سياسيا على مستوى الحركة وبالتالي موقفه لا يقدم ولا يؤخر وليس له أي انعكاس على الحركة. أما عائلة الشيخ نحناح فهي محل تقدير واحترام. الكثير من المتتبعين يرون أن مقري يتمتع بنفوذ أقوى منكم بين أعضاء مجلس الشورى، والبعض يقول إنه مارس ضغوطا على بعض أعضاء مجلس الشورى من أجل اتخاذ قرار مقاطعة الرئاسيات واتباع نهج المعارضة الصريحة، ما تعليقكم؟ لا أظن أنه مارس ضغوطا أو أنه قادر على ممارسة ذلك، ما حصل أن المكتب له الحق في تقديم رؤية والأكثر من ذلك مجلس الشورى خوّل للمكتب الوطني أن يقدم مشروع قرار، وكانت هناك قناعات بعد النقاش تدعم خيار مقاطعة الإنتخابات الرئاسية وبعد النقاش اتخذ مجلس الشورى هذا القرار. الكثيرون يقولون إنك لم تكن مقتنعا بقرار المقاطعة، هل هذا صحيح؟ في تلك الفترة التي نوقش فيها الموضوع، كان هذا هو الخيار الأنسب ومن يقول عني أني أدافع عن قرار المشاركة فذلك ليس كما يتصور البعض من أجل المناصب، بل كخيار لبناء الوطن نقول فيه للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت، وزيادة على هذا المقاطعة ليست جديدة علينا في الحركة ولم نكتشف القمر في التسعينات وقبل التسعينات كنا في المعارضة، لكننا كنا نعارض من اجل البناء والإصلاح، المعارضة يجب أن تكون لها أسبابها. شباب جيل الترجيح شنوا ضدك حملة بعدما انتقدت تصريحات رئيس الحركة وكتبوا على صفحاتهم على الفايسبوك من هو سعيدي ومقري هو رئيس الحركة؟ الحركة معروفة بالرأي والرأي المخالف وبحرية الرأي، وأنا تربيت على يد الشيخين نحناح وبوسليماني تعلمت منهم حرية الرأي ولو ربياني على القمع أكون قد غادرت الحركة، وحتى مقري كان يمارس حرية الرأي في عهد أبو جرة، أنا لا يهمني من يكون سعيدي، لكن ما أقول هناك ضرب من وراء حجب، خاصة أن أغلب من يعلق يكتب بأسماء مستعارة وبالتالي ليس له اسم ولا أظن أن مقري وراءها، وأقول كل واحد يتحمل مسؤوليته. أما من يعلق بأسماء مجهولة فأقول له حسبي الله ونعم الوكيل، كون هذا الأمر لا علاقة له بالثقافة السياسية، هذا اسمه التواصل الاجتماعي وليس القطيعة الاجتماعية. هل أنت مع ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة؟ الدستور يعطيه حق الترشح لعهدة رابعة فمن حقه الترشح، ومن حق الآخرين أيضا أن يترشحوا والشعب هو الفيصل. أما أنا مع أو ضد فهذا لا يقدم ولا يؤخر. ما تعليقك على الصراع الكبير الذي اندلع بين أبو جرة ومقري حول هوية المترشح لرئاسيات 2014؟ في المؤتمر لم ألحظ هذا الخلاف وأنا شخصيا كنت أنتقد مقري وأحدثه وقلت إنه لا يوجد أي حرج بيننا. أما بشأن الرئاسيات، فقد عقدنا دورة استثنائية والمكتب الوطني قدم ثلاثة خيارات، خيار الترشح وخيار المساندة وخيار المقاطعة، وفعلا كان الإخوة عندما يتحدثون عن الترشح يخشون الحديث عن اسم المرشح، وفهم أبو جرة ذلك، حيث أخذ الكلمة وقال إذا أرادت الحركة أن تشارك في الانتخابات الرئاسية فأنا لن أترشح وكان قرار مجلس الشورى هو المقاطعة. ما سبب انقسامكم غلى أربعة أحزاب بعد وفاة الشيخ محفوظ نحناح؟ الحركة كانت تسير من طرف الزعيم والزعيم لم يترك وصية، بل ترك قيادة وبالتالي جرى اختلاف حول من يرث الزعيم، التقدير يؤدي إلى الاختلاف، فكل الناس كانت ترى نفسها أحق بالإرث. إذا سبب إنقسام الحزب إلى أربعة احزاب هو حب الزعامة والكرسي؟ الزعامات موجودة ومنطق الصراعات بين الدول هو حول الزعامة، وأبناء الحركة هم أيضا بشر مثلهم مثل الآخرين. مقري صرح بأنه عرضت عليه من قبل العديد من المناصب الحكومية ورفضها، وقال مؤخرا في رده على حنون بأنه سيكشف بعد الرئاسيات ما عرض عليه، هل أنت على علم بماذا عرض عليه؟ هو صرح بذلك ولا أدري ماذا عرض على مقري، أنا لا أخرب في الناس وليس لي أسرار مع مقري، إذا رأى أن يحدثني في الموضوع فليكن وإن لم يحدثني فيه فليكن. مقري قال إن الشيخ نحناح قال في آخر أيامه إنه سيراجع قرار المشاركة الذي اتخذته الحركة، هل هذا صحيح؟ الذي أعرفه أن الشيخ نحناح تحدث في الذكرى العشرين لتأسيس الحركة عن تقييم المشاركة ومراجعة هذا الخيار لأنه ليس انتصارا. قيل إن السلطات كانت تريد في السنوات الأخيرة عمار غول على رأس الحركة، هل هذا صحيح؟ سمعنا إشاعات كبيرة وأنا لا أتعاطى مع الإشاعات، بل مع الحقائق. بكل وضوح مارايك في حزب غول؟ حزبه لم يشارك في الانتخابات المحلية وهو مساند في الرئاسيات وتصلني أصداء فقط عن خطاباته، لذلك عندما أقيمه قد أتجنى عليه أو أعطيه أكثر من حقه. أنت عضو مؤسس في منتدى الوسطية لعلماء شمال غرب إفريقيا والذي استولى عليه المخزن لخدمة أجندته بالمنطقة، كيف حدث ذلك؟ المنتدى تأسس بالمنطقة وبمشاركة 12 دولة بالمنطقة بعد تصاعد نشاط الحركات الصهيونية، خاصة وأن موريتانيا كانت لها علاقات مع إسرائيل ونشاط العديد من الشركات والمنظمات المختلفة التي تنشط بتسميات مختلفة مثل الإغاثة وحرية التعبير وتعزيز الديمقراطية، بالإضافة إلى نشاط العديد من الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وكان الهدف من تأسيس هذا المنتدى هو نشر قيم الدين الإسلامي الحنيف المبنية على التسامح والاعتدال والوسطية، لكنني تفاجأت ودون سابق إنذار أن أصبح رئيس المنتدى مغربي ونقل مقره إلى المغرب بدعم من المحزن، بعدما كان رئيسه موريتاني ومقره الرئيسي موريتانيا، وذلك بدعم واضح من وزارة الاوقاف المغربية، وفهمت أن المخزن يريد تحقيق أجندة خاصة بمنطقة الساحل، رغم انه لا يملك حدود بالمنطقة، غير أنني أقول من يشعل النار قد يكتوي بها.. المغرب يعتقد بأنه يمتلك بمنطقة الساحل نفوذ ديني، وهذا غير صحيح فموريتانيا هي من تمتلك هذا النفوذ . في التسعينات بعثت برسالة إلى الشيخ القرضاوي شرحت له ما يجري في الجزائر من أعمال إرهابية في حق الأبرياء، كيف وجدت تجاوب الشيخ القرضاوي؟ بعدما بدأت مجازر بن طلحة وبراقي ومجازر أخرى، كان الشيخ القرضاوي مجانب للحقيقة والواقع الرجل كان بعيدا ويتحدث الجزائر وذلك راجع لكون العديد من المنظمات في تلك الفترة التي كانت تسوق لفكرة من يقتل من تنشط بشكل كبير، وكان من بين أهدافها التأثير على الشيخ القرضاوي فكتبت رسالة من سبعة صفحات شرحت له فيها ما يحدث بالجزائر، خاصة وأن الشيخ بوسليماني خطفوه من بين أيدينا ليفتيهم فقتلوه ونعرف من قتلوه ونعرف أباءهم ثم تسمع أكذوبة من يقتل من وقد تعرض الشيخ نحناح في تلك الفترة للهجوم كما ضرب بالحذاء في المدية على أيدي هؤلاء المتطرفين بل لحقوه حتى للخارج حيث كانت له محاضرة بكندا فأشاعوا وجود قنبلة بمكان المحاضرة حتى تلغي السلطات تلك المحاضرة حتى لا يوصل صوته. ما رأيك في فتاوى الشيخ القرضاوي بإباحة قتل القذافي وما يجري بسوريا ومصر؟ نقول إن الفتاوى في قضايا الشعوب تحتاج إلى اجتماع العلماء، لا يكفي أن يفتي عالم وحده في قضية تخص شعب. لا يجوز ولا يصح وقد يسقط الواحد والإثنان في فتاوى من هذا النوع. نحتاج فتوى الهيئة وتحتاج بدورها إلى المقاربة والمشاورة، خاصة عندما تقع الفتن تزل الألسن. البعض كان يقول إن الشيخ نحناح كان جنرال بلحية وانه كان يتلقى تعليمات من طرف مدير جهاز الاستعلامات والأمن الفريق محمد مدين، ما هو ردك على هذا القول؟ الضعفاء عديمي الحجة هم من يتهمون غيرهم بالتخابر.. المؤسسة العسكرية أو المؤسسة الأمنية هي مؤسسة جزائرية ومن فيها هم من أبناء الجزائر وكل جزائري له أخ أو صهر أو قريب فرد في هذه المؤسسة.. الوضع في الجزائر كان يحتاج إلى الواجب الوطني ويتجاوز الواجب الحزبي، أي أن الشيخ كان يلتقي الكل في إطار مسؤوليته كرئيس حزب كبير. لكن هذه المقولة أيضا انطبقت على الشيخ أبو جرة وحتى عمار غول وقيادات آخرى بالحركة؟ عملت مع أبو جرة لمدة 10 سنوات لم أشعر يوما أنه كان يتلقى تعليمات من الفريق توفيق، بل كان في مجلس الشورى يتنازل عن بعض قناعاته الخاصة من أجل مصلحة الحركة، هذه تهم جزاف، زيادة على هذا ما هو عمل الاستعلامات هو عمل مقاربة وفهم وتواصل وعندما تكون رجلا سياسيا وفي موضع مسؤولية يجب أن تتواصل مع الجميع. ما رأيك في التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش؟ الرسائل لا تحرك شيئا، أعتبرها رسالة ملاحظ، لا أوافقه عندما يقول لا شرعية إلا شرعية الجيش، كون الجيش يستمد شرعيته من الدستور وهناك مؤسسات شرعية أخرى على غرار مؤسسة الرئاسة والبرلمان وهيئات أخرى. وما هو موقفك من رسالة الرئيس السابق اليمين زروال والذي انتقد تعديل دستور 2008؟ انتقاد ما مضى لا يؤخر ولا يقدم. أما رسالته فتحمل العديد من المعاني تمثل وثيقة وطنية بدسترة التغيير في المرحلة القادمة