أعلنت الحكومة الأوكرانية الموالية لأوروبا، التي تواجه حركات تمرد مسلحة من قبل المؤيدين لروسيا تثير مخاوف من تفكك البلاد، أنها بدأت اليوم الأحد عملية "لمكافحة الإرهاب" من أجل استعادة شرق البلاد، تنطوي على مجازفة كبيرة. وأعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين إفاكوف أن "عملية مكافحة الإرهاب" التي بدأتها السبت قوات الحكومة الموالية لأوروبا في شرق البلاد أسفرت عن سقوط "قتلى وجرحى من الجانبين". وكتب إفاكوف على صفحته على فيس بوك "من جانبنا قتل ضابط في أجهزة الأمن"، مشيرا إلى سقوط خمسة جرحى أيضا. وأضاف "لدى الانفصاليين سقط عدد غير محدد" من الضحايا. يأتي ذلك بعد اندلاع مواجهات في عدة مدن (كراماتورسك، كراسني ليمان، سلافيانسك، دونيتسك) شرق أوكرانيا، وبعد أن وجهت واشنطن، ليل السبت الأحد، تحذيرا إلى موسكو بعد سلسلة هجمات شنتها مجموعات موالية لروسيا على مدن في شرق أوكرانيا، دانتها الحكومة القريبة من أوروبا في كييف معتبرة أنها "عدوان" من قبل الاتحاد الروسي وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عبرعن قلقه الكبير من "المخاطر المتزايدة لحدوث مواجهات عنيفة"، داعيا كل أطراف الأزمة في أوكرانيا إلى البرهنة على أكبر قدر من ضبط النفس". فيما قال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف على صفحته على فيس بوك في رسالة من سطرين فقط إن "عملية لمكافحة الإرهاب بدأت في سلافيانسك" المدينة الواقعة شرق أوكرانيا التي استولى فيها مسلحون السبت على مبان للشرطة وأجهزة الأمن. وكتب الوزير الأوكراني على صفحته على فيس بوك أن "وحدات من كل قوات البلاد تشارك وليكن الله معنا". ولم يورد أفاكوف أية تفاصيل في رسالته. وبعيد ذلك أوصى إفاكوف السكان "بالامتناع عن مغادرة منازلهم والبقاء بعيدين عن النوافذ". وكان ناشطون موالون لموسكو شنوا صباح أمس السبت هجوما في الشرق واستولوا بشكل شبه كامل على مدينة سلافيانسك. وهذه المجموعات مجهزة ومنظمة لكنها لا تحمل أي شعار يدل على انتمائها. ورفع المهاجمون في سلافيانسك العلم الروسي، وتلقوا دعم قسم كبير من السكان الذين احتشدوا أمام المباني وهم يهتفون "روسيا، روسيا". وأظهر المتظاهرون عداء شديدا حيال الصحافيين الأجانب وبينهم مراسلو فرانس برس. وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن مروحية تحلق فوق مدينة سلافيانسك على ارتفاع منخفض. ويشاهد عمودا من الدخان الأسود لكن المصور لم يسمع دوي انفجار أو إطلاق نار. وكان إفاكوف تحدث مساء السبت عن "عدوان" روسي بعد سلسلة من الهجمات المنسقة على ما يبدو طوال النهار استهدفت مبان عامة في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية والمجاور لروسيا. وقد تحدث عن معارك في عدة بلدات بدون أن يشير إلى سقوط ضحايا. وحشدت روسيا حتى أربعين الف جندي على الحدود بحسب حلف شمال الأطلسي وهي لم تعترف بالحكومة الموقتة الموالية لأوروبا التي وصلت إلى السلطة بعد إطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وحذرتها من قمع هذه الاضطرابات. وكان إفاكوف أعلن أن الرئيس الانتقالي أولكسندر تورتشينوف، الذي يتولى السلطة منذ إطاحة النظام الموالي لروسيا في نهاية شباط/فبراير، ترأس اجتماعا لمجلس الأمن مساء السبت. وانتهى الاجتماع بعيد منتصف ليل السبت الاحد (21,00 تغ) بدون أي إعلان. واكتفى بيان بالإشارة إلى أن "المشاركين درسوا المسائل والإجراءات المرتبطة بتطبيع الوضع في شرق أوكرانيا". وتجمع ناشطون قوميون بالقرب من مكان الاجتماع للمطالبة برد قوي من قبل السلطات. ودعا ديمترو ياروش، زعيم حزب برافي سكتور الذي يصفه الموالون لروسيا "بالفاشي"، أنصاره إلى "الاستعداد للتحرك".