لا يزال الانفصاليون الموالون لموسكو يسيطرون حتى أمس على مبانٍ حكومية رئيسية في شرق أوكرانيا على الرغم من وعد رئيس حكومة البلاد أرسيني ياتسينيوك لهم بالتخلي عن مزيد من السلطات لتلك الأقاليم، بينما تتفاقم حدة التوتر بين روسيا والغرب. وجاء تعهد ياتسينيوك للانفصاليين خلال زيارته لمنطقة دونيتسك الغنية بمناجم الفحم، في وقت كان فيه انفصاليون مسلحون ببنادق كلاشنيكوف يتحصنون داخل المجمع الحكومي حيث طالبوا بإجراء استفتاء بشأن مصير أقاليم شرقي أوكرانيا، ويمثل تحصن هؤلاء الانفصاليين إلى جانب احتلال آخرين لمبنى جهاز أمن الدولة في مدينة لوغانسك تحدياً لقادة أوكرانيا -الذين لم يختبروا- هو الأكبر حتى الآن منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش وقرارهم بعقد تحالف مع الغرب، وسيطر مسلحون مجهولون على مركز للشرطة في مدينة سلافيانسك شرقي أوكرانيا الناطق باللغة الروسية، وفقاً لما ذكره وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، وكتب الوزير على صفحته على فيسبوك أن "رجالاً مسلحين يرتدون بزات تمويه سيطروا على مركز سلافيانسك"، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، وتقع في منطقة دونيتسك الحدودية مع روسيا، وأضاف دون ذكر تفاصيل أخرى تتعلق بعدد المهاجمين أن رد الفعل على هذا الأمر "سيكون قوياً"، مشيراً إلى أن هذا هو "الفارق بين محتجين وإرهابيين"، وأورد الوزير الذي قال إنه وصل مساء أمس الأول إلى دونيتسك، في تعليق آخر "لقد أرسلت القوات الخاصة إلى سلافيانسك"، وقال متحدث باسم الشرطة إن المسلحين لم يتقدموا بأي مطالب كما لم يفصحوا عن هويتهم، ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا منذ قرابة أسبوع على مبان عامة في دونيتسك ولوغانسك، أكبر مدينتين في شرق أوكرانيا، وهم يطالبون بالانضمام إلى روسيا أو على الأقل بتنظيم استفتاء للحصول على المزيد من الحكم الذاتي في المنطقة، وكان رئيس الوزراء الانتقالي أرسين ياتسينيوك توجه أمس الأول إلى دونيتسك لإيجاد حل للازمة، غير أنه لم يجر أي اتصال مباشر مع الداعين إلى الانفصال عن كييف، واعتبر ياتسينيوك أن الأزمة يمكن تسويتها بالسبل السلمية، وانتهت أمس الأول المهلة التي منحتها السلطات في كييف للمحتجين لإنهاء احتلال المباني ولكن لم تبد الشرطة الأوكرانية أي بادرة للتحرك لإخراجهم بالقوة، وكتب أفاكوف "سأعيد ما قلته من قبل: "من يريدون الحوار.. سنتحاور معهم ونبحث عن حل، من يحملون السلاح ويضرمون النار في المباني ويطلقون الرصاص على الناس والشرطة ويرهبون الناس بهراوات وأقنعة سنرد عليهم رداً مناسباً".