مأساة حقيقية عاش فصولها مقر دائرة المنيعة بغرداية أمس الأحد إثر إقدام الشاب يوسف جعاني البالغ 35 سنة على إضرام النار في جسده بعدما صب كمية هائلة من البنزين على جسمه وحول أنحاء متفرقة منه، وسط ذعر وهول كبيرين في الشارع المحلي وبالتحديد بين المواطنين المحتجين على طريقة توزيع قائمة 543 وحدة سكنية اجتماعية من أصل 547 التي تم الإفراج عنها يوم الثلاثاء الماضي. وحسب مصادر "البلاد"، فإن الشاب الضحية تم نقله إلى قسم الاستعجالات بمستشفى العقيد محمد شعباني بمدينة منيعة. واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن هذا الأخير يصارع الموت بسبب الحروق من الدرجة الثالثة. ولفت المصدر إلى أن حالة غضب غير مسبوقة تعيشها المدينة خلال هذه الساعات بعد وقوع هذه الحادثة الخطيرة التي زادت من حجم السخط الشعبي الذي تسبب فيه رئيس دائرة المنيعة حسب تسريبات محلية الذي يكون قد دفع الشاب "يوسف" إلى الانتحار حرقا لحظة مقابلته قبالة مكتبه صباح أمس. وقال المصدر نفسه إن الضحية كان على استعداد لإشعال النار في جسده إذا لم يحصل على سكن اجتماعي، وقد نقل تهديده إلى رئيس الدائرة قبل الحادثة ينصف ساعة، لكن هذا الأخير قابله برد "اذهب واقتل نفسك ربما تتخلص المدينة منك". وفي هذا السياق، قال أحد الشهود إن الضحية أقدم منذ يوم الثلاثاء على الاحتجاج أمام مقر الدائرة ولم يبرح موقعه الاحتجاجي إلى غاية أمس حينما حاول الدخول على رئيس الدائرة، غير أن هذا الأخير رفض استقباله وأمر مصالحه بعدم السماح له بالدخول، إلا أن يوسف اقتحم رواق المسؤول ووقعت ملاسنة بينهما. وأفاد الشهود بأن العشرات من الغاضبين نزلوا إلى الشارع احتجاجا على طريقة إعداد القائمة السكنية والتشكيك في هوية المستفيدين. وتشير المعطيات إلى أن "يوسف" رفقة باقي المحتجين كشفوا عن وجود أعداد هائلة من المستفيدين ليسوا من أبناء المنطقة ويقطنون خارج أسوارها ناهيك عن اكتشاف كم هائل من العزاب والعازبات ضمن القائمة، في وقت أن العديد من الأسر تنتظر هذه السكنات لأكثر من 10 سنوات. وقال أحد المقصين بغضب "إن حادثة يوسف تتطلب منا مواصلة الاحتجاج إلى غاية التحقيق في معايير توزيع السكنات". وأبرز مصدر عليم أن المحتجين يطالبون حاليا برحيل رئيس الدائرة ومحاسبته على خلفية حادثة يوسف، كما أن عائلته التي هالها أمر ابنها طالبت بإحالة هذا المسؤول على المساءلة فورا، في حين هدد عشرات الأشخاص بإضرام النار في أجسادهم إذا لم تعمل السلطات المركزية على اتخاذ إجراءات سريعة في قضية الحال، مع العلم أن رئيس الدائرة فر بجلده وتوارى عن ساحة المحتجين.