نظمت أول أمس المجموعة العملياتية بكامسيس المناورة السنوية التي احتضنتها غابة "بلولادي" بسيدي بلعباس، استعرضت من خلالها مدى القدرات والجهوزية العملياتية التي تحظى بها وحدات الأمن والتدخل وحظائر الشلّ في فنون التحريك التكتيكي، أثناء التدخلات الميدانية التي تقوم عناصر الأمن والتدخل لتفادي الإخلال بالأمن العمومي. المناورة أو التمرين الميداني المنفذ من طرف وحدات التدخل، حمل عنوان "استعادة النظام بحي سكني، فتح طريق عمومي أمام مستعمليه مع إخلاء السكنات المحتلة من طرف المحتجين وإحباط محاولة لحرق النفس". أين تم عرض مجريات المناورة التي سبق وأن حاكت الواقع، بحر الأسبوع الماضي وهي الأحداث التي جرت عقب تعليق مصالح البلدية بسيدي بلعباس لقائمة المستفيدين من السكنات اللائقة، التي أسفرت عن تجمع ما يربو عن 200 شخص أمام مقر بلدية سيدي بلعباس، مطالبين بإلغاء القائمة وبحضور المسؤول التنفيذي الأول والي الولاية لحل المعضلة، إذ تدخل رئيس الدائرة والبلدية لاحتواء الوضع وإجراء تفاوض مع المحتجين، إلا أن المحاولة باءت بالفشل ليقدم بنفس اليوم ما يربو عن 40 عائلة باقتحام السكنات عنوة بإدخال أغراضهم وحاجياتهم، وباستعمال العنف الذي ظهرت آثاره على الأبواب الرئيسة للعمارات المحطمة، والتي انتهت بالتعدي على الحارسين المكلفين بحراسة الحي السكني، كما احتل باقي المحتجين ساحة الحي السكني مطالبين بعدم التنحي إلا بعد حضور الوالي وتلبية طلباتهم المتمثلة في تسليمهم مقررات منح السكنات بأسمائهم، كونهم لهم الأولية في الظفر بالسكنات الموزعة، مهددين بإقدامهم على الانتحار الجماعي حرقا وعلى طريقة "البوعزيزي". لينتقل في اليوم الموالي رئيس الدائرة رفقة ممثلين من المجتمع المدني، إلى الحي السكني الذي تصاعدت به حمى الاحتجاج، التي كادت أن تبلغ الذروة بالتهديد بالانتحار الجماعي للمقصيين من قائمة المستفيدين من السكنات، ومع ذلك فشل رئيس الدائرة في امتصاص غضب المقصيين، والذي تعرض إلى الرشق بالحجارة ما أدى إلى تحطيم زجاج مركبته. ليقدم المحتجون البالغ عددهم حوالي 200 شخص بقطع الطريق الولائي رقم 07، المؤدي إلى حي 100 مسكن متسببين بشلّ وعرقلة حركة المرور مع الاعتداء على سالكيه، ليقوم أحد المحتجين بسكب البنزين على جسده مهددا بإضرام النار بجسمه والانتحار حرقا، ما أدى إلى تصعيد الاحتجاج وتأجيج الوضع، الذي قامت باحتوائه فرقة مكافحة الشغب التابعة لمجموعة الدرك الوطني بسيدي بلعباس، بناء على أمر بالتدخل صادر عن المسؤول التنفيذي الأول للولاية لاستعادة النظام بالحي المقتحم من طرف المحتجين، مع فتح الطريق العمومي وحفظ أمن وسلامة سالكيه وإخلاء السكنات المحتلة من طرف المحتجين. ونجحت عناصر مكافحة الشغب في مهام التدخل المنوط بها وقامت بإخلاء السكنات المقتحمة من المحتجين، مع فتح الطريق الولائي رقم 07 أمام مستعمليه.