شيرابي.. المخرجة والحقوقية والمناضلة من أجل فك الحصار عن غزة تعد الوافدة الجديدة للتشكيلة الحكومية، المخرجة نادية شيرابي، إحدى النساء المناضلات من أجل الإبداع والخروج من الرداءة، هي دكتورة بكلية الإعلام والاتصال تخصص سمعي بصري، "إخراج تلفزيوني وسينمائي"، وهي عضو مؤسس لجمعية نساء منتجات ومخرجات للأفلام "نوبا"، كما أنها أحد دعاة الشراكة في السينما المغاربية ومن المشددين على ضرورة إيجاد جسر مفتوح للإنتاج السينمائي المغاربي، وتجسد ذلك من خلال العديد من الأعمال التي قدمتها على غرار النخيل الجريح الذي يعتبر من بين أهم الأعمال السينمائية المغاربية. الإعلامي عبد القادر خربوش: تحدثت معي هاتفيا وسألتني إن كان خبر تعيينها صحيحا علّق الإعلامي عبد القادر خربوش ب"المرأة المناسبة في المكان المناسب"، مشيرا في تصريحات ل" البلاد"، إلى أن وزيرة الثقافة الجديدة نادية شيرابي هي المرأة الأكثر استحقاقا لهذا المنصب بحكم أنه تعرف عليها وهو طالب بجامعة الإعلام والاتصال، موضحا أنها لطالما كانت مثالا للأستاذ المحبوب من قبل الطلبة في الجامعة، خاصة أنها كانت -حسب المتحدث- العون لكل من يحلم الولوج لمجال الإعلام، كما أنها "حرصت من خلال النادي الذي كانت تنشط فيه وتشرف عليه بكلية الإعلام والاتصال على تنظيم لقاءات بين كبار رجال الإعلام والطالب كي تضع هذا الأخير في صورة المهنة التي سيخوضها في المستقبل القريب، إلى جانب سعيها لإشراك طلابها في الحراك الثقافي والإعلامي". وقال عبد القادر خربوش إنه ربطه اتصال مع المخرجة الوزيرة نادية شيرابي، في أولى لحظات إعلانها في منصبها الجديد، وأكد المتحدث ل"البلاد" أن شيرابي لم تكن تعلم بصدور اسمها في القائمة الوزارية الجديدة فسألته قائلة "من فضلك أنت صحافي ولديك مصادر، هل فعلا أنا في التشكيلة الحكومية؟". ويواصل المتحدث "أجبتها بأن الخبر أكيد.. مبروك سيدتي الوزيرة"، مضيفا أنها أبدت استغرابها وتخوفها في نفس الوقت طارحة السؤال "هل أنا بقدر قيادة وزارة بحكم وزارة الثقافة لما لها وزن"، وأكد خربوش أنها اعتبرت أن الحمل سيكون مسؤولية كبيرة وأنه تكليف وليس تشريف. مقربون من شيرابي يؤكدون: نقطة ضعفها آلام الناس قال مقربون من شيرابي، في تصريحات ل"البلاد"، إن الوزيرة لطالما كانت في حياتها إنسانية "لأبعد الحدود"، فأشار كل الذين التقيناهم وتحدثنا إليهم هاتفيا، إن المنتجة كانت تهتم بشكل كبير بقضايا المجتمع ومعاناة الناس، فيشير أحد كتاب السيناريو ممن تعاملوا معها في أكثر من مناسبة، ورفض ذكر اسمه لأسباب وصفها بالشخصية إلى أنها كانت دائما توصي الكتاب الذين تتعامل معهم باللعب على وتر إظهار حقيقة الحياة التي يعيشها المواطن البسيط من خلال السيناريوهات التي تقوم بإنتاجها، ويتجسد ذلك في عشقها للأفلام الوثائقية التي تراها الوزيرة الحالية بمثابة صورة حية عن صميم المجتمع، فيشير المتحدث "هي إنسانة بالدرجة الأولى فكل المواضيع التي تمس المجتمع الجزائري تهمها". من جانب آخر أكد محدثونا، أن للطفل مكانة خاصة في حياة شيرابي وجسدت ذلك في حرصها على أن يستقل الطفل بذاته لذلك منحت هذه الفئة فرصة التنشيط من خلال برنامجها الشهير "ساهلة ماهلة". كما يؤكد المقربون من نادية شيرابي زوجة الدكتور بجامعة بوزريعة تخصص علم الاجتماع، جمال لعبيدي، أن هذه المرأة من أشد الحريصين على الموروث الثقافي الجزائري ويتجسد ذلك في أولوياتها بالتدريس بالجامعة. ولطالما دافعت شيرابي حسب المعلومات التي حصلت عليها "البلاد"، عن حقوق الطفل والإنسان، ويظهر ذلك جليا في نضالها باللجنة الدولية لفك الحصار عن غزة، إلى جانب إنشائها لموقع إلكتروني ينادي برفع الحصار عن القطاع وفك عزلة الشعب الفلسطيني ومراعاة حقوق الإنسان بالمنطقة، إلى جانب عضويتها في الدفاع عن قضايا حقوق المرأة في مؤسسات دولية كبيرة وهي عضو في منتدى رؤساء المؤسسات. مدافعة شرسة عن اللغة العربية وناطقة من الطراز الرفيع بالضاد تعتبر نادية عبيدي، من المدافعين بشراسة عن لغة الضاد، وهذا حسب كتاب السيناريو الذين تحدثنا إليهم، إلى جانب المدققين في اللغة الذين تعاملت معهم، والذين أكدوا أن شيرابي تعتبر من أبرز المدافعين عن "الضاد" في الجزائر، خاصة أن الخطأ في العربية ممنوع عندها، الأمر الذي جعلها تصر على استخدام الفصحى الكلاسيكية في برنامج الأطفال الذي تشرف على إنتاجه، إلى جانب اتصالها الدائم بالجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، حيث أكد نشطاء في الجمعية على أنهم يتيمنون خيرا من اعتلائها رأس وزارة الثقافة. من جهة أخرى، عبّر المخرج يحيى مزاحم في تصريحات ل"البلاد"، عن رضاه بتولي زميلته لوزارة الثقافة، مؤكدا "سبق لي العمل معها، وهي صاحبة رؤيا فنية مميزة وتحب الإبداع، أتمنى أن تكمل المشاريع التي بدأ بها مثل قاعات السينما وتعمم ذلك على الخواص لتكوين صناعة سينمائية حقيقية وأن تعتمد على الجمهور والمداخيل مع تقييم الأفلام التي تعتمد على الإبداع وتشجيع الشباب صاحب الطاقة الخلاقة، والاعتماد على الكوادر الجادة التي تعمل لمصلحة البلد والفن".