بعد مرور أسبوع كامل من عمر الحملة الانتخابية بالجلفة التي ميّزها التنافس الكبير بين مداومات أحزاب التحالف على من هو أشدهم غناء وصوتا وأكثرهم قدرة على اقتناء مكبرات الصوت التي تخرم الآذان وتفتت الدماغ بعدما تحول الشارع الجلفاوي بفعل غنيلي شوية شوية إلى ما يشبه الديسكوتيك المشرعة أصواته وأبوابه من على البث المباشر للأغاني الوطنية وكذا للأغاني المؤيدة لبوتفليقة والمنادية بحياته وحياة عهدته الجديدة.. الأمر بالجلفة وبشوارعها تحول من تنافس بين مرشحين لرئاسة الجمهورية إلى تنافس بين مداومات صنعت الحدث الموسيقي من أجل أن تظهر أنها الأكثر وفاء وعطاء للرئيس.وأمام غياب أي حسلمنافس آخر يمكنه أن يحرك شعرة في رأس الرئيس سواء تعلق الأمر بحزب العمال أو الأفانا أو الإصلاح وحتى بأنصار محمد السعيد ناهيك عن المبحوث عنه المدعو رباعين... والمهم أن الموسيقي والضوضاء وتسخين الشارع لا بطل له إلا جماعة التحالف ممن استقل كل واحد منهم بمكبرات صوته لكي يوصل إلى الآخر بأنه كان الأكثر وقوفا وصراعا وتجنيدا. ومن الأرندي عبر سيناتوره بلعباس بلعباس إلى اللحية أو صاحب الثورات الانتخابية الخميني المدير الفعلي لحملة الرئيس إلى محافظ الأفلان بن دراح أحمد الذي اختار أن يعزف لحنه بطريقته.. ظهر في الساحة رجال أعمال كبار صنعوا الاستثناء وقادوا واجهة أنهم جزء من بوتفليقة ومن الحدي اسماعين رجل الأعمال المعروف، إلى الشاب حمروش عبدالقادر الوافد الجديد الذي ظهر فجأة في الساحة ليقول للمهرولين إنه لا أحد يمكنه أن يتبنى نصرة الرئيس وحده.. والمهم أن الجماعة كلهم أغلقوا اللعب ووحده بوتفليقة يراقص آذان المستمعين..وكل بهواه مغرمون. حمروش يصنع حدث الخيمة الكبيرة دون سابق إشعار وبلا مقدمات سياسية أو انتخابية سطع نجمه في هذه الحملة ليصبح قبلة للزوار الكبار من منشطي حملة الرئيس. ومن عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين الذي افتتح الحملة الانتخابية في خميسها الأول إلى الجنرال المتقاعد عبد السلام بوشارب ظهر في الساحة الجلفاوية اسم رجل الأعمال الشاب حمروش عبد القادر الذي حول مسكنه بحي الجلفةالجديدة إلى مداومة كبيرة تعج بالشباب وبالمتعاطفين وبالجمعيات المساندة للرئيس، الوجه جديد الذي تحول إلى حدث وحديث الجلفة الانتخابية استطاع بوسائله الخاصة ودون تدعيم من أحد أن يفرض نفسه في معادلة توجيه الشارع. وفي لقاء البلاد به، اعتبر أن واجبه كمواطن مقتنع بما قدمه الرئيس من أمن وآمان ورخاء للبلد، هو من فرض عليه أن يحدد موقعه وأن يساهم بقدر ما استطاع من توعية الشارع واستنفاره لكي ينصر بوتفليقة في مسعاه ومصالحته.. والمهم أن رجل الأعمال حمروش قال فيما قال إنه ليس منتخبا ولا يطمح ولا يطمع سوى في أن يظل صوت الجلفة الانتخابي مرفوعا.. جديد رجل الأعمال الشاب والناجح في حياته وعمله أنه ابتدع فكرة نصب خيمة نائلية كبيرة بمحاذاة سكنه لتكون مكانا مفضلا لزوار المدينة، ومن جلسات الشاي إلى كرم المعني في الاهتمام بالضيوف الكبار والصغار، استطاع رجل الأعمال الشاب أن يجند الشارع بعيدا عن القنوات الانتخابية ليصبح جزءا من معادلة نشر التوعية الشعبية بلا وصاية من أحد وبعبارة أدق ذكر مقربون من المعني أن لكل مواطن الحق في التعبير بطريقته عن تدعيمه للرئيس. الغريب أن صدى نشاط المعني وصل إلى مراكز قرار عديدة لينزل عنده الأمين العام للمنظمة ويقوم بشكرة علنا في تجمعه على مجهوداته، حاله كحال الجنرال المتقاعد عبدالسلام بوشارب الذي ضرب به مثالا كنموذج للشباب الناجح الذي استطاع أن يثبت نفسه وأن يشكر بطريقته زمن بوتفليقة الذي أتاح الفرصة لشباب كي يكونوا جزءا من النجاح، وهو حال رجل الأعمال الشاب الذي أبهر السلطات المركزية كما فاجأ سطوع نجمه السلطات المحلية التي لم تكن تعرف حتى ملامحه ليظهر في هذه الحملة كظل للرئيس بالجلفة ودون أن ينتظر مقابلا أو جزاء أو شكورا، لسان حال حمروش أنه يكفيه انتصارا أن ينتصر الرئيس.. اللحية أو الخميني ورجل بمكر ألف ثعلب.. لا أحد يدري السر الكامن وراء قوة بلحرش محمد أو ، كما يسمونه، فهو كهل ذو لحية مميزة تبين بساطته كما تميّز جلبيته البنية شخصيته كبدوي قح، يعرف في صمت من أين تؤكل الكتف، برغم بساطة مظهره إلى أن تأثيره على الشارع ومنذ عقود بوأه لقب ملك المقاهي ومحركها فبالإضافة إلى كونه نقابي لا يهدأ له تخلاطولا حركة فإنه مناضل قح في الأفلان وكان الثعلب المدبر للحركة التصحيحية بشهادة الوزراء من نوعية عمار تو وغيره بعدما تحول إلى عمود فقري للتخطيط والتنفيذ.. خميني رجل بمكر ألف ثعلب اختاره عبد المالك سلال ليكون مدير حملة الرئيس بالجلفة ورغم أنه كان في بيته يراقص الترفاس وينظف لحيته من بقاياه إلا أنه عاد بقوة ليصبح هو الحدث والحديث ومحور دوران الحملة وهو ما أزعج وأغاظ آخرين من الأرندي كونهم اعتقدوا أنهم الأحق بأن يكونوا قادة الحملة، لكن بين ذكاء ومكر وقشابة خميني وعلاقات سيناتور الأرندي الذي كان المرشح الأوفر حظا في أن يكون زعيم الحملة اتضح أن قوة الخميني الهادئة أكثر قوة وتأثيرا من استعراض الأرندي وبلدياته الاثنتين والعشرين، والمهم أن الخميني الذي يتكلم باسم التحالف وجد نفسه في خضم حملة لإحداث التوازنات والقضاء على الخلافات، وقد استطاع أن يغرق الشارع بصور بوتفليقة وأن يجسد عبر الانتشار الواسع للمداومات بأنه لا صوت يعلو على صوت الرئيس، كما أنه وهذا هو الأهم قطع الطريق أمام مرتزقة الانتخابات ممن يصطادون الأموال في الحملات بعدما نشر رجاله للتحذير من أي متكلم باسم الحملة، والخميني بهذا أغلق الطريق وفرش البساط لكي تكون الجلفة بوتفليقية بحتة فلا حنون ولا محمد السعيد ولا هم يحزنون..رجل الأعمال الحدي إسماعين.. القوة الهادئة يسمونه رجل الظل في الانتخابات السابقة لكنه اليوم وفي حملة الرئيس الحالية تحول إلى القوة الضاربة والهادئة، ومن خلال إمكانياته وكرمه الذي فاق الحدود والذي تجسد قديما وحديثا من خلال دعمه المالي وكذا وضع مركبه الرياضي تحت تصرف المداومة الولائية، أصبح إسماعين الحدي الرقم الفاعل في معادلة الانتصار للرئيس، كما أن مساعدته لم تطل المداومة فقط، ولكنها تعدتها هذه الأيام إلى وضع يده في يد حزبه الأصلي وهو الأفلان بعدما وضع يده في يد محافظه أحمد بن دراح ليكونا القوة الضاربة في توجيه الأحداث، والخميني يعتبر قلب الحملة أما بن دراح والحدي فهما طرفاها اللذان يوجهان الدفة ويصنعان الحدث والحديث، وعبر الملصقات الكبيرة والتنشيط وكذا التحضير المتواصل لاستقبال عبد العزيز بلخادم يوم الأحد القادم استقبال الفاتحين، تحولت المحافظة إلى خلية نحل يؤمها رجلان هما بن دراح وإسماعين الذي وصلت أصداء سخائه إلى مستويات عليا بعدما أصبح اسمه على لسان سلال كما شوهدت جلابته الوبرية التي أهداها للرئيس في وهران حينما كان الرئيس يلبسها ويتجول بها اعترافا بأولاد نائل وبصدقهم مع دعوته وعهدته الجديدة. للتذكير فإن اسماعين الحدي قد تم تكريمه منذ أيام من طرف جمعية .راديوز وبتوقيع من اللاعب الدولي بلومي لخضر الذي سمع عنه فكرمه بشهادة على مجهوداته في شتى المجالات.. رقصة سيناتور الأرندي في مقره الجديد سيناتور الأرندي بلعباس بلعباس اختار العودة من المقر الواسع وفي مفاجأة للشارع نقل السيانتور وهو الأمين الولائي عدده وعتاده من المقر القديم الذي كان عبارة عن شقة متواضعة بحي محمد بوضياف ليتوسط الجلفة في مقر كبير كان تابعا للضرائب، وفي تصادف أو تخطيط ذكي أصبح الأرندي جار الأفلان في محافظته لتظهر عوامل التنافس عبر من يغني أكثر وحينما يضع الأرندي شريط وين الملايين. يقابله الأفلان بشريط جبهة التحرير أعطيناك عهدا'' والمهم أن بلعباس الذي فقد منصب المدير العام للحملة اكتفى بصناعة مشهد أنه رجل الأرندي ليجند بلدياته وأمياره في حملات توعية حتى لا يفوته القطار، وهو ما أفلح فيه بعقد تجمعات دورية لمنتخبية الذين يشكلون الأغلبية. المهم في القضية برمتها أن الانتشار الواسع لمؤيدي الرئيس بين حقيقة واحدة أن الجلفة أمام هذا الإنزال البوتفليقي بداية من خيمة حمروش إلى مكر الخميني الجميل، إلى قوة إسماعين الحدي وانتهاء برقصة السيانتور، يؤكد أن بقية منافسي بوتفليقة لن يستسقوا صوتا واحدا من بئر الجلفة. ولاية عين وسارة تفتح دون مقاومة:أويحيى يسخّن منطقة باردة انتخابيا وشعبيا! انتشل الأمين العام للأرندي والوزير الأول حزبه من عنق الزجاجة بعدما تمكن خلال تجمع عقده أول أمس يوم أمس ببلدية عين وسارة من إزالة الصورة الضبابية عن الأرندي الذي فقد في توزيع الأدوار ريادة وقيادة الحملة الانتخابية. التجمع الذي يعتبر أكبر تجمع حدث حتى الآن، استطاع من خلاله أويحيى أن يبرهن على أن رجاله واقفون وأن الأرندي لايزال القوة الضاربة في الولاية. فحجم الحضور فاق التصور وبعض الأطراف أو النيران الصديقة التي راهنت على فشل السيناتور بلعباس بلعباس في استعادة دوره في التجنيد والتعبئة ضربت توقعاتها في الصفر ودحضها التجمع الكبير الذي عاشته مدينة عين وسارة، وما تعني عين وسارة في العرف الانتخابي الذي كثيرا ما غرد وحده لدرجة أنها اعتبرت المنطقة المتمردة. اختيار أويحيى لعين وسارة كمربط فرس وقلعة زحف ضد المقاطعة وضد المتمردين انتخابيا لم يكن خيارا اعتباطيا من قيادة الأرندي بالجلفة، ولكنه كنوع من التحدي لمنطقة ساخنة في برودها الانتخابي. ووسط حضور يتجاوز الثلاثة الآف مواطن استطاع أويحيى الذي دخلها بالزغاريد وبالبارود وبالفروسية أن يفتح عين وسارة دون قتال، بعدما داعب ذويها بمشروع ولاية منتدبة أصبحت في محل التأكيد، ليعدد الوزير الأول وسط تصفيقات أزعجته فأخرج لها بطاقة صفراء مازحا، يعدد إنجازات الرئيس من الأمن إلى المصالحة إلى حياة العزة والكرامة وغاز البوتان' الذي أنهى كابوس برد الجلفة وما جاورها. أويحي طعن في المقاطعين ودعا إلى تبني برنامج وعهدة الرئيس قلبا وقالبا ليبشر المواطن الجلفاوي من وسارة بأن قضية المذبح الجهوي الذي كادت تفوز به ولاية المدية على حساب عاصمة الماشية، قد تم إرجاعه إلى ولاية الجلفة والفضل يعود إلى نواب الأرندي الذين نقلوا الانشغال إلى الوزير الأول وجعلوا من عودة المذبح الجهوي ورقة انتخابية أشهروها في وجه نواب الأفلان .. ساحر الأرندي كعادته كلما اعتلى المنصة وداعب الميكرفون الشعبي تمكن طيلة خطابه الشعبي من شد الأنظار وكذا الآذان، ليبلغ عبر تجمعه الكبير أنه استطاع من منطقة باردة انتخابيا وفق تجارب وتقارير سابقة أن يشعل النار في الحضور عبر تمكنه المفرط والكبير من مخاطبة الشارع بلغته المعروفة وكذا من أحيائه التي لا يعرفها حتى المسؤولون المحليون، ومن دار الشيوخ مرورا ببلدية المليليحة وانتهاء بالأحياء القديمة اصطدم الحاضرون بأويحيى جلفاوي يعرف ما يجري في الجلفة بالتفصيل الممل. وفي النهاية دعا أمين عام الأرندي مواطني الجلفة إلى احتضان الرئيس لأنه الأصلح والأصدق، ويبقى في النهاية أن سيناتور الأرندي وطاقمه الانتخابي نجح في فك الحصار المفروض عليه كونه ليس قائد الجوق لتبرهن وسارة التي لا يملك مجلسها الأرندي أن بلعباس بلعباس لايزال قادرا حتى على اللعب في المواقع والساحات المحظورة. وفي انتظار تجمع بلخادم فإن تجمع أويحيى كان هو الأقوى والأهم منذ بداية الحملة.