كشفت دراسة أنجزتها رابطة مناهضة القذف المعروفة بارتباطها باللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن الشعب الجزائري هو رابع شعوب العالم الأكثر معاداة للسامية، ب 87 بالمئة منه عبرت عن شعور سلبي إزاء اليهود، بعد كل من فلسطين التي عبر عنها بالضفة الغربية وقطاع غزة ب 93 بالمئة من "المعادين للسامية" والعراق الذي حل ثانيا ب 92 بالمئة، ثم اليمن صاحب المركز الثالث ب 88 بالمئة. ويلاحظ في هذه الدراسة التي هي عبارة عن دعاية مغرضة للهيئة التي ترعاها المنظمات الصهوينية في الولاياتالمتحدة، هو أنها لم تميز بين معاداة اليهود كجماعة دينية، وبين من يعادي دولة الاحتلال الاسرائيلي، في محاولة منها لإبراز أن الموقف منها هو ليس نتيجة الاحتلال الاستيطاني والجرائم التي اقترفتها في حق الشعب الفلسطيني وعدد من الشعوب العربية، فقي وقت يظهر ارتباط آراء العينات التي شملتها الدراسة بالموقف من إسرائيل هو أن الدول التي حلت في أدنى القائمة هي البعيدة عن القضية الفلسطينية مثل اللاوس وفيتنام والفيليبين، أو تلك التي فيها جالية يهودية متعاطفة مع الصهيونية مثل هولندا. وعادة ما تستخدم السلطات الاسرائيلية والجماعات الصهيونية المساندة لها عبر العالم، هذه التقارير المسيسة والدعائية في ممارسة حملات على دول لديها مواقف حازمة وثابتة ضد الاحتلال الاسرئيلي، وتستغل علاقاتها ونفوذها في الإعلام الغربي لإعطائها بعدا كبيرا، تبرز من خلالها أن "مظلومية اليهود" لها أساس ديني وعنصري وليس موقف ناتج عن وضع سياسي وإنساني وتاريخي. كما ينطلق الإعلام المؤيد لإسرائيل عبر العالم من مثل هذه التقارير في محاولة لمحاصرة التمثيل الجزائري بالمنظمات العالمية خاصة الحقوقية منها، مثلما حصل بعد ترشيح الجزائر وعدد من الدول العربية لعضوية مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، حيث اعتبرت هذه المنابر أن هذا "يتناقض مع المبادىء العالمية وضد مصلحة اليهود"، لأن الموقف الجزائري المبدئي مع القضية الفلسطينية يمكن أن يكون عامل ضغط على الاحتلال الاسرائيلي بهذه الهيئة الحقوقية الدولية