أفادت مصادر أمنية مأذونة أن قوات الجيش الوطني الشعبي رفعت درجة الطوارئ على الحدود الشرقية مع ليبيا، لمنع تسلل أية عناصر إرهابية، خصوصاً مع تزايد حدة الاشتباكات بعدة مدن في أعقاب التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا، وغلق الجزائر لسفارتها وقنصليتها في طرابلس مع سحب الديبلوماسيين. وتابعت المصادر أن القوات المسلحة أنشأت غرفة عمليات للاستخبارات الحربية على الحدود المضطربة لرفع التقارير لقيادة الأركان، مشيرة إلى أن نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، يتابع التطورات الميدانية أولاً بأول. وقالت المصادر إن القوات المسلحة ضاعفت عدد قوات تأمين الحدود الشرقية، والدوريات المشتركة من قوات حرس الحدود والأجهزة الأمنية، فضلاً عن دعم الحدود بأجهزة تصوير وأجهزة متطورة لرصد أية تحركات، إلى جانب الطيران الاستطلاعى العمودي على الحدود لمراقبة المسالك الصحراوية والمنافذ الحدودية التي تستعملها الجماعات الإرهابية وعصابات تهريب السلاح الدولية. وعلى نفس الصعيد كشفت المصادر عن تلقي أجهزة الاستخبارات لمعلومات دقيقة وسرية عن تحركات 14 فصيلا مسلحا يسيطر على أجزاء مهمة من الحدود البرية بين الجزائر وليبيا. وحذرت جهات متخصصة في مكافحة الإرهاب في تقارير ميدانية رفعت إلى قيادات أمنية في الجزائر العاصمة وقيادة أركان الجيش، من أي إخلال بالمنظومة الدفاعية على الحدود الليبية خاصة أن تلك التقارير أعدت بناء على معطيات ميدانية محيّنة وسلسلة من اعترافات مهربين وإرهابيين موقوفين مؤخرا، بالإضافة إلى شهادات مواطنين جزائريين ولاجئين ليبيين، بالإضافة إلى تقارير الاستطلاع والمراقبة الجوية المكثفة في النقاط المتقدمة، والتي كشفت بالتفصيل بأن بعض الكتائب المسلحة التي يعود تاريخ إنشائها إلى ثورة 17 فيفري، قد ارتكبت الكثير من التجاوزات، حيث جردت مواطنين جزائريين في عدة مرات من سياراتهم. وتعد كتائب التبو أهم المجموعات المسلحة التي تسيطر على بعض نقاط الحدود، بالإضافة إلى كتائب ثوار غدامس والتوارڤ وكتيبة التولي التي يقودها سجين سلفي سابق يدعى حمزة توايل من سكان زويلة في جنوب ليبيا، وكتائب من مناطق زويلة وبارجوج والقطرون. وأشارت المعطيات الاستخباراتية إلى أن عدد هذه المجموعات المسلحة غير النظامية 14 فصيلا، وتكمن المشكلة في كون بعض هذه المجموعات تتنافس فيما بينها، خاصة في ظل النزاع القائم بين بعض مكونات جنوب ليبيا مثل العرب التبو والتوارڤ. وجاءت هذه المستجدات بعد فترة وجيزة من محاولة اختطاف السفير الجزائري في طرابلس وقيام عناصر مسلحين بمحاولة اقتحام مقر الجزائرية في العاصمة الليبية، وهي العملية التي أحبطت وتم على إثرها إغلاق مقر السفارة والقنصلية الجزائرية العامة في طرابلس وترحيل الدبلوماسيين الجزائريين العاملين هناك. وتأتي هذه التطورات في أعقاب تدهور خطير في الأمن داخل الأراضي الليبية، إثر اندلاع مواجهات بين قوات اللواء خفتر وقوات من الثوار ذوي الميول الإسلامية، ما قد ينذر باندلاع مواجهات شاملة، خاصة أن القتال انتقل في بعض أوجهه من بنغازي إلى طرابلس. يذكر أن وزارة الدفاع الجزائرية قد أرسلت ليلة الخميس إلى السبت طائرة عسكرية بصفة مستعجلة من مطار بوفاريك بالبليدة لإجلاء سفير الجزائر في ليبيا عبد الحميد أبوزاهر، وطاقم البعثة الدبلوماسية بعد تعرضه لمحاولة اختطاف من طرف جماعة مسلحة يرجح ارتباطها بتنظيم "المرابطون" الذي يقوده الإرهابي مختار بلمختار.