الجيش يعتمد مخطط انتشار جديد لمنع تسلل الإرهابيين إلى عمق الصحراء.. قوات خاصة تحاصر مجموعة إرهابية ضمنها قياديون من "القاعدة" في أدرار كشف مصدر أمني مأذون ل«البلاد" أن مصالح الأمن المشتركة باشرت تنفيذ مخطط صارم يقوم على التضييق على قادة "القاعدة" في معاقلهم بالجنوب ودول الساحل ومنع تسللهم لعمق الصحراء عبر المنافذ الحدودية. وتابع المصدر أن وحدات من الجيش الوطني الشعبي تشن منذ أمس حملة مركزة ضد معاقل جماعة مسلحة بولاية أدرار، يعتقد أنها تنتمي لإمارة الصحراء ويوجد ضمنها قيادي بارز في تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي. ويشارك في هذه العملية عشرات من أفراد القوات الخاصة الذين يدعمون مئات من عناصر الجيش والدرك. على صعيد متصل، قررت قيادة الجيش اعتبار كل المناطق الحدودية الرابطة بين الجزائر وليبيا ومالي والنيجر وموريتانيا مناطق عسكرية يحظر التنقل فيها إلا برخصة أمنية، وحصر حرس الحدود تنقل الأشخاص والعربات في 10 منافذ تربط الجزائر بالدول الأربع. وقامت قيادة الجيش، حسب المصدر نفسه، بنشر 3 آلاف عسكري إضافي في الحدود الجنوبية، يضافون للقوات الموجودة هناك، والتي تقول بعض المصادر إن عددها يفوق 15 ألف عسكري. وأقام الجيش 20 موقع مراقبة متقدمة إضافية لتشديد الرقابة على الحدود الجنوبية. وتفقّد قائدا الناحيتين العسكريتين الرابعة والسادسة مع مسؤولين من هيئة أركان الجيش وقيادة القوات الجوية ومصالح الأمن، قبل يومين، نقاط المراقبة الحدودية في مناطق عديدة منها تينزواتين وتيمياوين وبرج باجي المختار. وتسمح نقاط المراقبة الجديدة، استنادا إلى مصدر أمني رفيع، لمنع التسلل عبر عدة مسالك صحراوية يستعملها الإرهابيون والمهربون. وتمكن بعض نقاط المراقبة هذه من كشف مناطق واسعة من الصحراء بسبب موقعها المتقدم والمرتفع. في السياق ذاته أبلغت وحدات الجيش العاملة في أقصى الجنوب، البدو الرحل بأن أي تنقل في المناطق المحاذية لبلدات تيمزواتين وبرج باجي المختار، تيمياوين، عين ڤزام، آرييك تفاسست وتين ترابين والشقة، يحتاج لإذن أمني من القائد المحلي للجيش أو حرس الحدود أو الدرك، معتبرة أن كل مخالف لهذه التعليمات سيعرض نفسه للمساءلة. وتقرر، حسب مراسلة داخلية للدرك الوطني، أن أي متسلل عبر مواقع غير مصرح بها يتم إنذاره لمرة واحدة ثم يتم التعامل معه بصفة قتالية، ما يعني أنه سيتعرض لإطلاق النار. واعتمدت هيئة أركان الجيش وقيادة حرس الحدود، مخططا أمنيا جديدا، يتضمن منع الدخول والخروج للسيارات والأشخاص إلا عبر 8 منافذ حدودية تربط الجزائر بدول مالي، موريتانيا والنيجر. كما قررت قيادة الجيش اعتماد نظام صارم يصل حد إطلاق النار على العربات التي تتحرك ليلا في مواقع غير المصرح بها. وأكد مصدر عليم أن الجيش قرر منع الوصول إلى المسالك الصحراوية والممرات الموجودة في الحدود الجنوبية في أكثر من 170 موقعا تقريبا إلا بإذن أمني مسبق. كما نقل عدد إضافي من الآليات الثقيلة القتالية. وتأتي هذه الإجراءات لتضييق الخناق أكثر على المهربين والجماعات الإرهابية، في المسالك الصحراوية. وسيؤدي التنفيذ الصارم لتعليمات قيادة الجيش الجديدة، حسب مصدرنا، إلى خنق الإرهاب تمهيدا للقضاء عليه في الصحراء الجزائرية. ومن المقرر أن تعمد القوات البرية والجوية لتنفيذ دوريات دائمة لمراقبة أهم المنافذ والمسالك لتنفيذ القرار الأخير. وتستعين القوات البرية ووحدات الدرك الوطني في الجنوب، بمعدات حديثة دخلت الخدمة مؤخرا تسمح بالرؤية الجيدة ليلا وكشف السيارات المموهة والأشخاص المختبئين في الصحراء. هذه الإجراءات الجديدة جاءت بعد سنة تقريبا من قرار منع التنقل عبر المسالك الصحراوية ليلا، بالإضافة إلى تنفيذ رقابة صارمة على منابع المياه والآبار المعزولة، وأدت كل هذه الإجراءات إلى حصر نشاط الجماعات الإرهابية في الصحراء منذ نحو سنة تقريبا. كما سمحت بالقضاء على أكثر من 30 إرهابيا والقبض على عشرات المهربين.