أدت عمليات عسكرية محدودة ومتزامنة شنّتها جيوش الجزائر، مالي وموريتانيا، ضد إرهابيين ومهرّبين إلى مقتل وجرح 10 إرهابيين في أقل من 10 أيام. كما تم إيقاف، في نفس العمليات العسكرية 5 أشخاص من المهرّبين النشيطين بالمنطقة بمعيّة أسلحة وذخيرة. اكتشفت وحدات الجيش يوم الخميس الماضي، جثتي شخصين مسلحين يعتقد أنهما إرهابيان توفيا تحت تأثير جروح أصيبا بها في اشتباك وقع منتصف الأسبوع الماضي في منطقة ''تاري'' الوعرة القريبة من واد تافسست، وبهذا تكون حصيلة القتلى في صفوف المسلحين الذين يُشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، خلال الاشتباك الأخير، قد ارتفعت إلى 5 قتلى وجريح واحد. كما أوقفت قوة عسكرية جزائرية 5 مهربين، 3 منهم جزائريون في المنطقة المسماة '' إن سناسن '' أوعين السلاسل في أقصى نقطة بالجنوب قرب الحدود المالية. وضبطت لدى المهربين الخمسة الذين كانوا على متن سيارتي دفع رباعي واحدة من نوع نيسان '' باترول '' والثانية من نوع ''هيليكس ''، قطعتي سلاح، إحداها بندقية فرنسية قديمة والأخرى رشاش من نوع كلاشنكوف، وكمية من الذخيرة وجهاز لتحديد المواقع جي بي أرأس وهاتف ثريا. وتم تسليم الموقوفين لمصالح الأمن للتحقيق معهم، ويعتقد أن من بينهم مهربا متابعا في قضية حيازة سلاح حربي في تمنراست. من جانبها قضت قوات عسكرية موريتانية في منطقة لمزرب على بعد 200كلم شمال لمغيطي على إرهابي وأوقفت آخر بعد اشتباك قصير مع مسلحين، ليُضاف إلى 3 آخرين الأسبوع الفارط. وتبيّن أن الإرهابي المقضى عليه يدعى '' حسن '' وهو موريتاني الجنسية وكان ضمن المجموعة الإرهابية التي اقتحمت ثكنة لمغيطي قبل عدة سنوات بقيادة مختار بلمختار. وقال مصدر عسكري لوكالة نواكشوط للأنباء إن الطيران العسكري الموريتاني قصف اليوم الأربعاء أهدافا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي. غير بعيد كشف شهود عيان عادوا من مدينة قاو شمال مالي، أن أكثر من 30 عربة وسيارة عسكرية للجيش المالي تتّجه شمالا في اتجاه مناطق أدغاغ أفوغاس الوعرة، التي يعتقد بأنها أحد معاقل جماعات المهربين الإجرامية وفرع تنظيم القاعدة في الساحل. ويشارك 500 مقاتل من الجيش المالي في عملية لتمشيط مناطق شمال شرق بلدة تساليت القريبة من الحدود الجزائرية. وكشف مصدر عليم أن قادة جيوش دول الساحل تعهّدوا بنقل المزيد من القوات إلى الحدود مع الجزائر وليبيا بالنسبة لمالي والنيجر وإلى الحدود مع مالي بالنسبة لموريتانيا. وأقام الجيش الجزائري حسب المعلومات المتاحة العشرات من مواقع المراقبة المتقدمة في الحدود المشتركة مع مالي النيجر ليبيا وموريتانيا لتشديد الرقابة على الحدود الجنوبية. وتفقد قادة عسكريون كبار من الجيش والدرك ومن هيئة أركان الجيش وقيادة القوات الجوية ومصالح الأمن عدة وحدات ميدانية في الحدود الجنوبية والشرقية ونقاط المراقبة الحدودية. وتسمح نقاط المراقبة المحصّنة التي أنجزها الجيش بمنع التسلل عبر عدة مسالك صحراوية يستعملها المهربون والإرهابيون، كما أبلغت وحدات الجيش العاملة في أقصى الجنوب البدو الرحل بأن أي تنقل في المناطق المحاذية لبلدات برج باجي المختار تيمياوين عين قزام تينزاواتن آرييك تفاسست وتين ترابين والشقة، يحتاج لإذن أمني من القائد المحلي للجيش أو حرس الحدود أوالدرك، وأن كل مخالف لهذه التعليمات سيعرض نفسه للمساءلة. وتقرّر حسب مراسلة داخلية للدرك الوطني أن أي متسلل عبر مواقع غير مصرح بها يتم إنذاره لمرة واحدة، ثم يتم التعامل بصفة قتالية. كما اعتمدت هيئة أركان الجيش وقيادة حرس الحدود مخطط أمني جديد، يتضمن منع الدخول والخروج للسيارات والأشخاص إلا عبر 8 منافذ حدودية تربط الجزائر بدول مالي موريتانيا والنيجر، وقررت قيادة الجيش اعتماد نظام صارم يصل حد إطلاق النار على العربات التي تتحرك ليلا في مواقع غير المصرح بها. ويؤشر تزامن العمليات العسكرية ضد الإرهابيين والمهربين إلى مضمون الاجتماع الأخير الذي جمع عسكريين من دول الساحل في العاصمة المالية باماكو. ويرجّح بأن القادة العسكريين في الدول الأربعة المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل اتفقوا على تنشيط العمليات القتالية ضد الجماعات الإجرامية والإرهابية في الساحل، لمنع قاعدة المغرب من استثمار الفوضى في ليبيا.