تشهد مناطق عدة في أقصى الجنوب الشرقي وكذا في معابر وممرات صحراوية استراتيجية، تحليقا مكثفا لطائرات استطلاع ولمقاتلات من سلاح الجو الجزائري في سياق تشديد المراقبة على هذه المنطقة. وتزامن ذلك مع نقل قوات إضافية من الجيش والدرك إلى الحدود الجنوبيةالشرقية. كشف شهود عيان من مناطق عدة في الجنوب الشرقي ل''الخبر''، بأنهم شاهدوا تحليقا مكثفا وغير مسبوق لطائرات حربية جزائرية وأخرى عمودية، وذكروا أن بعض الطائرات القتالية امتد مجال تحليقها إلى مناطق واسعة في الصحراء، وكانت تحلق منفردة على ارتفاعات متوسطة وفي تشكيل يؤكد بأنها في مهمة مراقبة واستطلاع. وتربط هذه الشهادات مع ما يتداول حاليا من أنباء عن تنقل قادة كبار من هيئة أركان الجيش للإشراف على مراقبة الحدود الجنوبيةالشرقية وتنفيذ مخطط أمني جديد أعدته هيئة أركان الجيش بهدف ''منع أي اختراق للحدود الجزائرية من جماعات مسلحة من أي فصيل ليبي، ومنع اختراق الأجواء الجزائرية وواجهة تهريب السلاح عبر الحدود الجزائرية الليبية''. وأفادت مصادر محلية موثوقة أن مناطق عدة على الحدود المشتركة بين الجزائر، النيجر وليبيا تخضع للمراقبة الجوية على مدار الساعة، منذ عدة أيام، لمنع تسلل مهربي أسلحة أو إرهابيين بين الدول الثلاث. وتعمل طائرات سلاح الجو، حسب مصدر عليم، على مراقبة منطقة صحراوية تزيد مساحتها عن 700 ألف كلم مربع تمتد من شمال النيجر إلى الحدود المشتركة مع ليبيا. وكشف مصدر على صلة بجهود مكافحة الإرهاب في الساحل بأن أهم المسالك الصحراوية التي تخضع حاليا للمراقبة هي طرق يستغلها في العادة إرهابيون ومهربون، حيث ينطلقون من معاقل تنظيم قاعدة المغرب في شمال مالي والنيجر إلى ليبيا من أجل تهريب أسلحة أو لنقل ممنوعات أخرى من ليبيا إلى الساحل. وأشارت نفس المصادر إلى أن قوات الجيش الليبي كانت تسيطر على ممرات حيوية ومهمة جدا في منطقة ''عرق مرزوق، ''وواد برجوج''، وتفرض عليها مراقبة مشددة على مدار الساعة قبل فيفري 2011، ثم انسحبت بنسبة 90 بالمائة، ما جعل المنطقة مفتوحة تماما أمام الخارجين عن القانون. وذكر مصدر على صلة بمكافحة الإرهاب في الساحل، بأن أكثر الطرق المتوقعة لعبور شحنات السلاح المهرب من ليبيا تمتد في منطقة واسعة تحدها جبال تيبستي، شمال غربي تشاد شرقا، وجبال التاسيلي ناجر في جنوب شرق الجزائر، وهضبة جادوا في شمال النيجر إلى صحراء عرق مرزوق جنوب ليبيا، لا يمكن لدولة بمفردها مراقبة هذه المنطقة الشاسعة ذات المليون كلم مربع والسيطرة عليها. وفي هذا السياق منعت الوحدات العسكرية العاملة في الحدود الجنوبيةالشرقية حركة التنقل عبر طرق فرعية صحراوية يستعملها البدو الرحل، وحصرت سير سيارات الدفع الرباعي في ممرات محددة تخضع للمراقبة الأمنية على مدار الساعة لحصار المهربين والإرهابيين. وتشرف على هذا المخطط الأمني وتنفيذه هيئة مشتركة تنسق بين قوات الجيش الموجودة في الناحيتين العسكريتين الرابعة والسادسة وقيادات الدرك الوطني وحرس الحدود، بحيث جندت قيادة الجيش كل الإمكانات والوسائل لتشديد الرقابة على الحدود المشتركة للجزائر مع النيجر وليبيا. في ذات السياق أكملت قيادة الجيش، خلال الأيام الأخيرة، نقل قوات برية إضافية إلى الحدود مع ليبيا تشتمل على وحدات مدرعة مدعومة بطائرات هليكوبتر هجومية وقوات خاصة، في أكبر حشد للقوات في الحدود الجنوبيةالشرقية على الإطلاق، وتواصل نقل وحدات عسكرية من مختلف المناطق إلى الحدود بين الجزائر وليبيا طيلة أكثر من 3 أسابيع من أجل تأمين الحدود الجنوبيةالشرقية. وتراقب قوات جوية وبرية معززة بطائرات عمودية ووحدات من الدرك وحرس الحدود مواقع مثل واد تفاسست الاستراتيجي الذي يربط جبال التاسيلي بالحدود بين الجزائر والنيجر وليبيا والذي تقطنه قبائل بدو رحل ويسهل التخفي فيه، وكذا عرق ''دادمر'' في إقليم ولاية تمنراست بالجزائر. وتمت في هذه المنطقة عدة عمليات ناجحة في إطار مكافحة التهريب والإرهاب.