اتهم 45 عاملا بالوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر "أونجام" مصلحة الخدمات الاجتماعية، بالمشاركة رفقة مؤسسة لبيع السيارات بالنصب عليهم، بعدما سددوا مبالغ مالية كبيرة من أجل الحصول على سيارات غير أنهم لم يستلموها رغم انقضاء 6 أشهر آجال الاستلام التي وعدوا بها. وتلقت "البلاد" شكاوى من بعض العمال في مختلف الرتب من مختلف الولايات في "أونجام" معتبرين أنفسهم ضحايا نصب واحتيال. ووفق ما قدمه بعض هؤلاء من ملفات فإن مصلحة الخدمات الاجتماعية في الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر أبرمت اتفاقية مع مؤسسة لبيع السيارات بمختلف الماركات تسمى "سيدكار موتورس" مقرها بالدويرة بالعاصمة. وحسب ما جاء في الاتفاقية فإن المؤسسة ستتكفل بتوفير 45 سيارة لفائدة عمال الوكالة الذين يكون عليهم أولا أن يسددوا 40 بالمائة من ثمن السيارة المطلوبة، على أن يتم اقتطاع 27 ألف دينار من الراتب الشهري لكل عامل بدءا من تاريخ استلامه للسيارة في آجال 6 أشهر مثلما وعدوا به. وقام العمال بتسديد نسبة 40 بالمائة من سعر السيارة في حساب مصلحة الخدمات الاجتماعية، وتفاوتت المبالغ المدفوعة حسب سعر السيارة التي طلبها كل واحد منهم، من 50 إلى 70 مليون سنتيم، فأحد العمال الذي التقينا به من وهران سدد مبلغا ماليا قدره 65 مليون سنتيم، وتم ذلك من خلال عقد مؤرخ في 18 سبتمبر من العام الماضي. غير أن انتظار العمال طال، وانقضت آجال 6 أشهر في شهر مارس الماضي دون أن يظهر أثر للسيارات التي دفعوا مقابلها أموالا كبيرة. وحسب ما صرح به أحد هؤلاء العمال بوكالة أونجام بوهران، فإن ذلك اضطرهم للتقرب من مصلحة الخدمات الاجتماعية للاستفسار عن سياراتهم غير أنهم كانوا دائما يتلقون إجابات غير مقنعة تمهلهم إلى أجل غير معلوم، وهو ما دغع ببعضهم للتنقل إلى العاصمة حيث يوجد مقر المؤسسة التي تعاقدت معها مصلحة الخدمات، أين فوجئ العمال حسب تصريحهم بمقر المؤسسة شاغرا ولا أحد فيه، ثم تنقل بعضهم مرة أخرى للسؤال عن مدير المؤسسة فأبلغوا أنه مريض وفي حالة حرجة ويرقد بالمستشفى، فيما أفاد آخرون بأن المدير قد سافر إلى أوروبا بعدما أفلست مؤسسته وبدأ في تسريح جميع عمالها، مما جعل العمال يقعون في حيرة من أمرهم بعدما دفعوا أقساطا مالية كبيرة، وكان رد مصلحة الخدمات بأنها تنظر في الأمر وعليهم الانتظار، مما جعل العمال يجزمون بأنهم تعرضوا لعملية نصب من طرف المؤسسة المذكورة التي قالوا إنها احتالت على مسيري وكالة أونجام ثم اختفى مديرها بعدما أفلست مؤسسته. اتصلنا برئيس مصلحة الخدمات الاجتماعية في "أونجام" بالعاصمة السيد "رحماني سفيان" فقال إنهم بصدد النظر في الموضوع ثم رفض الحديث أكثر طالبا منا الاتصال به في وقت لاحق، وهو ما قمنا به لكنه لم يرد على مكالماتنا طيلة أسبوع. واتصلنا من جانب آخر بمقر مؤسسة "سيدكار موتورس" بالعاصمة على الأرقام الواردة في الملفات التي بحوزتنا، غير أنه لا أحد رد على مكالماتنا.