يتجرع سكان قرية "أولاد بوعرورة" التابعة لبلدية ماوكلان شمال ولاية سطيف، مرارة المشاكل المتعددة التي حولت يومياتهم إلى جحيم، بسبب العزلة القاتلة المضروبة عليهم إلى جانب انعدام أدنى شروط الحياة، كما أن المنطقة محاصرة بثالوث رهيب، من العطش، الفقر والتهميش، وهي سمات تطبع يوميات السكان بالمنطقة، في ظل صمت السلطات المحلية بدءا بمشكل المياه الصالحة للشرب التي تجلب من الينابيع الطبيعية بطرق بدائية، وذلك باستعمال الحمير وإقحام البراءة لتحمل تبعات الوضع، رغم تسجيل عدة مشاريع لتزويد القرية بهذه المادة لكن لا أثر لها في الواقع، وصولا إلى اهتراء الطرقات التي تتميز بوعورتها ولاتزال شبه مسالك وسط الجبال، باستثناء الطريق الرئيسي الذي يربط القرية بالطريق الوطني رقم 75، التي شهد عملية ترميم قبل عامين وتحول إلى حفر ومطبات، ناهيك عن المسالك في العمق التي مازالت تشكل متاعب كثيرة للسكان. وأبدى السكان في حديثهم ل"البلاد" استياءهم من قلة الحصص التي يتلقونها ضمن المساعدات التي تقدمها الدولة، وعلى رأسها السكن الريفي، كون أن اغلب عائلات القرية تعاني من الفقر. وألح السكان في نداءاتهم إلى السلطات المحلية على ضرورة تزويدهم بالغاز الطبيعي، والذي من شأنه أن يكون بديلا للحطب الذي يعتمد حاليا في الطهي نظرا لندرة قارورات الغاز لاسيما في فصل الشتاء. مشاكل التنمية تقابله مشاكل أخرى جديدة اجتماعية طفت إلى السطح ففي ضل غياب فرص العمل والمرافق الشبانية جعل الشباب يستسلمون لكل أنواع الآفات الاجتماعية هروبا من الواقع المر. وحسب بعض الأعضاء بالمجلس البلدي فإن نظرة البلدية مستقبلا ستأخذ بعين الاعتبار كل انشغلات السكان، حيث تم التأكيد على ضرورة تحرير كافة القرى مثل "أولاد بوعرورة" من التهميش. وهناك وعود بتدعيم حصة السكنات الريفية انطلاقا من تسجيل أولى الإعانات بالبلدية.