تعتبر قرية "أولاد بوعروة" التابعة لبلدية ماوكلان الواقعة شمال ولاية سطيف من أفقر المناطق على مستوى الولاية، حيث لايزال السكان يكابدون مشقة العيش بعد عقود من الزمن من نداءات للاستغاثة، لكن لا الطبيعة بتضاريسها الوعرة رحمتهم ولا السلطات أنصفتهم، ليبقى الوضع يراوح نفسه في زمن أشبه بكثير من العصور البدائية. في جولة قادتنا إلى المنطقة أبدى سكان القرية ل"البلاد" استياءهم الشديد تجاه الأوضاع المزرية، بسبب التأخر الفادح الذي تشهده القرية في المجال التنموي الذي ترتب عنه تسجيل نقائص عديدة بها على غرار غياب أرصفة الطرق واهترائها وكذا انعدام الإنترنت والهاتف العمومي فضلا عن افتقارها إلى عيادة صحية وهياكل أخرى ضرورية للحياة الكريمة. وقد أرجع هؤلاء السكان أسباب الوضع إلى إقصاء منطقتهم من أية مشاريع تنموية من شأنها أن تساهم في رفع الغبن عنهم وجعل منطقتهم في صف بقية المناطق الأخرى بالولاية فيما يتعلق بالحراك التنموي، هذا بالرغم من تسجيل بعض المشاريع استفادت منها البلدية مؤخرا إلا أن توزيعها غير العادل حسبهم جعل القرية في دائرة التهميش والنسيان. ومن بين أهم المشاكل التي نغصت على السكان حياتهم تتمثل في افتقار القرية إلى عيادة صحية، بحيث إن المرضى يتنقلون لمسافات طويلة إلى مستوصف ماوكلان الذي تنعدم فيه أدنى الضروريات كالتجهيزات الطبية اللازمة، وفي أحيان كثيرة يلجأ المرضى مضطرين إلى مستشفى بوقاعة الذي يبعد عن القرية بحوالي 35 كلم من أجل حقنة أو ما شابه ذلك. هذا وقد ندد سكان "أولاد بورعروة" بالطريقة التي تم بها تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب التي تصل إلى حنافياتهم ذات لون برتقالي بسبب الصدأ الذي يكسو الأنابيب خلال فترة توقف المياه عن التدفق فيها لمدة طويلة، وطالبوا بضرورة ترميمها قبل إطلاق المياه فيها، محذرين من حدوث تسممات قد تؤدي إلى كارثة حقيقية في حالة بقاء الوضع على حاله. وعلى صعيد آخر، أضاف محدثونا أن قريتهم أقصيت من مختلف البرامج التنموية، وأن خدمة الهاتف العمومي والإنترنت تنعدم بقريتهم منذ مدة طويلة بالرغم من توسطها لموقعين تتوفر فيهما هذه الخدمة على غرار كل من تيزي نبراهم وماوكلان. كما طالب هؤلاء بضرورة إعادة تهيئة وتزفيت بعض المسالك والطرق التي تربط مختلف الدواوير ببعضها البعض، ومن المشاكل الأخرى التي أثقلت كاهل سكان القرية لاسيما فئة الشباب منهم، هي غياب المرافق الرياضية والترفيهية، حيث أشار هؤلاء إلى أنهم يتنقلون لمسافات طويلة إلى المناطق المجاورة قصد الظفر بمكان يقضون فيه أوقاتهم ويفجرون فيه طاقاتهم ومواهبهم. ونتيجة للمشاكل العديدة التي تعتري قرية "أولاد بوعرورة"، طالب السكان السلطات المحلية بتخصيص برنامج تنموي هام من شأنه أن يساهم في إخراج منطقتهم من دائرة العزلة والتهميش التي حاصرتها منذ مدة طويلة، وتحقيق آمال الشباب وسط الصعاب، في حين تؤكد مصالح البلدية أن القرية استفادت مؤخرا من مشروع التزود بالمياه الصالحة للشرب لكن إشكال الشبكة القديمة رهن الاستفادة إلى حين ترميميها، مع وجود نظرة لتوجيه بعض المشاريع التنموية إلى المنطقة مستقبلا على غرار السكنات والمرافق الترفيهية والشبانية، لاسيما أن القرية تحتل موقعا هاما في البلدية، وذلك في انتظار تدفق أغلفة مالية على البلدية خلال الأيام القادمة كون هذه الأخيرة حسب المصادر تعد فقيرة وميزانيتها غير كافية لتلبية كل المتطلبات للسكان.