قال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، إن تصريحاته التي جاء فيها ''إن العلاقات الفرنسية الجزائرية ستتحسن بعد رحيل جيل الثورة''، نقلت بشكل خاطأ وأسيء فهمها. وحاول كوشنير تلطيف الأجواء بعد الصخب الذي أثارته تلك التصريحات الاستفزازية، مقللا في حوار على قناة ''بي بي سي'' عربية بث سهرة الاثنين من قيمة تلك التصريحات. وأكد على أن المقصود بكلامه أنه لم يكن يتمنى موت جيل الثورة، ولكنه أراد الإشارة إلى أن العلاقات الجزائرية الفرنسية ستتحسن بعد رحيل جيل الثورة باعتبار أن التعامل مع جيل الاستقلال سيكون أسهل منه مع جيل الثورة الذي لا زال يحمل نظرة كراهية إلى فرنسا. واستدل كوشنير على أن تصريحاته لم تزد من الهوة في العلاقات الفرنسية الجزائرية، بلقائه مع الرئيس بوتفليقة في فرنسا، قائلا ''لقد التقيت الرئيس بوتفليقة ولم يحدثني إطلاقا عن تلك التصريحات''. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الفرنسي، خلال زيارته لموريتانيا، أول أمس، على عزم بلاده مواصلة دعم السلطات موريتانية في حربها ضد ما يعرف ب''تنظيم القاعدة''. ووصف كوشنير، في تصريح صحفي عقب لقائه مع الرئيس الموريتاني، الحرب على ''القاعدة'' بالصعبة والطويلة، مؤكدا على أن موريتانيا يمكنها الاعتماد على فرنسا في مواجهتها للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل. واعتبر الوزير أن مشاركة القوات الفرنسية إلى جانب نظيرتها الموريتانية يندرج في إطار اتفاقيات عسكرية تجمع الطرفين، مؤكدا على أن باريس لن تسمح للجماعات الإرهابية والمتطرفين وتجار الأسلحة والمخدرات بالسيطرة على منطقة الساحل. وقال كوشنير، في ذات التصريح، إن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الموريتاني كان فرصة للحديث عن الجهود المشتركة في مجال التدريب والدعم المقدم من طرف فرنسا لموريتانيا بهدف محاربة الإرهاب، مبدياً أسفه لفشل عملية تحرير الرهينة الفرنسي ''جيرمانو''، والتي انتهت بمقتل سبعة أعضاء من ''تنظيم القاعدة''. وعزا المتحدث الفشل إلى عدم وجود الضحية في المكان الذي استهدفته القوات الموريتانية بمساعدة فرنسية، مضيفا أنه سيتوجه مباشرة إلى سفارة بلاده في نواكشوط بهدف حثهم على المزيد من الحيطة والحذر، وكذا التقليل من تنقلاتهم في البلاد إلا للحالات القصوى.