فتحت مراكز التصويت أبوابها في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، التي وصفتها المعارضة المسلحة بأنها "انتخابات الدم" واعتبرتها الولاياتالمتحدة ودول غربية "مهزلة"، في حين تقول الأممالمتحدة إن هذه العملية ستحول دون التوصل إلى حل سياسي للأزمة المتصاعدة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وانطلقت عملية التصويت في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي "الرابعة صباحا بتوقيت غرينيتش" ومن المتوقع أن تنتهي في الرابعة مساء بتوقيت غرينيتش. وقالت اللجنة العليا للانتخابات إنها قد تمدد فترة التصويت إذا كان هناك إقبال. ودعي للمشاركة في هذه الانتخابات -وفق وزارة الداخلية السورية- أكثر من 15 مليون ناخب، وبث التلفزيون السوري صورا لبدء عمليات التصويت من مراكز انتخابية في عدة مناطق تخضع لسيطرة النظام. ومن جهتها، هددت المعارضة السورية المسلحة بقصف مراكز الانتخاب -التي يبلغ عددها 9601- ودعت السكان إلى عدم الخروج من بيوتهم، بينما حذر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، السوريين من النزول إلى الشارع بسبب موجة التفجيرات التي يخطط النظام لافتعالها. ولا يواجه الرئيس السوري بشار الأسد أي منافسة جدية في هذه الانتخابات، إذ يخوضها ضده كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار، والعضو السابق في المجلس حسان النوري، اللذين تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس أو أدائه السياسي، مكتفين بالحديث عن أخطاء في الأداء الاقتصادي والإداري وعن الفساد. ووفق بيانات وزارة الداخلية السورية، فإن عدد السوريين الذين يحق لهم الانتخاب يبلغ 15 مليونا و845 ألفا و575 ناخبا داخل سوريا وخارجها، غير أن منظمات حقوقية تقول إن 6.5 ملايين سوري نزحوا بسبب الحرب الدائرة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة التي تروم إسقاط الأسد، بينما يقدر عدد اللاجئين خارج البلاد بثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة. وقال سوريون إن الناخبين الذين سيصوتون للأسد يتوزعون بين المتحمسين له والخائفين على حياتهم وأرزاقهم ووظائفهم إن لم يصوتوا، خصوصا بعدما تبين أن الحسم العسكري مستبعد. وتعد هذه الانتخابات -نظريا- أول انتخابات تعددية في سوريا منذ نصف قرن، وهو تاريخ وصول حزب البعث إلى الحكم، وقد تولى السلطة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي الرئيس حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار عبر استفتاءات شعبية كانت نسبة التأييد فيها باستمرار تتجاوز 97 %. من ناحية أخرى، تصف المعارضة السياسية السورية الانتخابات ب"مهزلة ديمقراطية" و"غير شرعية" ويسميها ناشطون سوريون "انتخابات دم". وقد دعت هيئة أركان الجيش السوري الحر -المرتبطة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة- إلى مقاطعة الانتخابات، كما صدرت دعوات للمقاطعة عن أحزاب من معارضة الداخل المقبولة من النظام. واعتبر وزير الخارجية الأمرسكي جون كيري أن هذه الانتخابات "إهانة ومهزلة وتزوير". وقال عنها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنها "انتخابات مزعومة ونتائجها معلنة مسبقا". واعتبرت بريطانيا أنها "عديمة القيمة". بينما قالت الأممالمتحدة إن إجراء الانتخابات سينسف الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة.