عرفت ندوة الحريات والانتقال الديمقراطي التي تم تنظيمها الثلاثاء، حضور أغلب الأطراف المدعوة من أقطاب المعارضة الممثلة في الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية التي أفلحت لأول مرة ومنذ زمن بعيد في لم شملها والنقاش في اجتماع وصفوه ب "الثري والعميق"، حيث شهدت الندوة التي تم تنظيمها في الخيمة الكبيرة بمزافران، والتي عرفت إضافة إلى حضور كل أحزاب تنسيقية الانتقال الديمقراطي، مشاركة أحزاب قطب التغيير الذي يتزعمه بن فليس، حزب الأفافاس، جبهة التغيير، إضافة إلى الشخصيات الوطنية الممثلة أساسا في رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، كريم يونس وعلي يحيى عبدالنور، وكذا بعض قيادات الفيس على غرار علي جدي، عبدالقادر بوخمخم وكمال ڤمازي، وغيرهم من الشخصيات والأحزاب التي سجلت حضورها في الندوة التي عرفت حضورا إعلاميا كبيرا بتغطية ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي تواجدت بقوة في الندوة. وقد ترأس أعمال الندوة، رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور في أول اجتماع من نوعه تشارك فيه كل قوى المعارضة بما فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن هذه الندوة "جاءت بعد سنوات من عمل النظام على تشويه المعارضة وإفشالها، مما ساهم في تعميق الجراح". من جهته، شدّد سفيان صخري عن حزب جيل جديد، على أن "الهدف من خلال هذا الجمع يتمثل أساسا في مسعى يتجه نحو تحصين البلاد من الانهيار مثلما حدث في بعض الدول التي انهارت فيها الدولة بمجرد انهيار النظام الحاكم". وتم توزيع الأرضية السياسية على المشاركين في الندوة بهدف مناقشتها والموافقة عليها، والتي ارتكزت أساسا على ما وصفه عمار خبابة عن جبهة العدالة والتنمية ب "تحقيق التغيير الحقيقي الذي يحُول دون الأسباب التي تؤدي إلى تفكك الأمة"، وذلك ضمن آليات محددة، قالوا إنهم سيسعون إلى تجسيدها، على غرار "حكومة انتقال ديمقراطي"، إضافة إلى "تجسيد دستور توافقي يسبقه فتح نقاش عميق بين مختلف الفاعلين". وقد تباحث الحاضرون الأرضية بهدف الوصول إلى "انتقال ديمقراطي هادئ وسلمي من خلال استخلاص الدروس من التجارب السابقة"، يصرح مقري. فيما تناول رؤساء الأحزاب والشخصيات الوطني الكلمة، حيث اتفقوا جميعا على ما عبّروا عنه ب "التغيير السلمي للنظام"، مبدين تفاؤلهم بهذه الندوة التي قالوا إنها "تعد خطوة جديدة وفعالة في تاريخ المعارضة والممارسة السياسية بصفة عامة"، وذلك من خلال اجتماع كل الأطياف "باختلاف إيديولوجياتهم وتوجهاتهم"، يضيف حمروش. و يعد هذا الاجتماع الأول في تاريخ الجزائر السياسي منذ الاستقلال، تجتمع من خلاله المعارضة بكل أطيافها، بما في ذلك الشخصيات السياسية المعارضة والتي كانت في الحكم، مؤكدين أنها ستكون "متبوعة بمشاورات موسعة للعمل مستقبلا من اجل التصدي لإخفاقات النظام الحالية والأزمة التي تتجلى في كل الجوانب وتفشي الفساد والبيروقراطية وغيرها، وأن الشعب الجزائري ملزم بالتغيير بطريقة سلمية". عبدالرحيم حراوي