قال مفتي ليبيا، الصادق الغرياني إن من ينضم إلى اللواء السابق، خليفة حفتر، الذي يقود عملية عسكرية بمواجهة المليشيات المسلحة بالبلاد، ويموت معه "يخشى أن يموت ميتة جاهلية، وكل من يقاتله ويموت فهو شهيد في سبيل الله". وقال الغرياني، خلال مقابلة تلفزيونية "هذا الكلام منشور وموجود على موقع دار الافتاء وإننا اليوم نزيده تأكيدا ونبينه ونقرره، ونقول للناس الذين يقاتلون مع حفتر إنكم بغاة خارجون عن طاعة ولي الأمر الواجبة طاعته شرعا، وانكم تقاتلون الناس ظلماً، وعلى الناس جميعا أن يقاتلونكم بأمر الله سبحانه وتعالى لأنكم بغاة". ويشن حفتر، تحت مسمى "عملية الكرامة"، عمليات ضد المليشيات المتطرفة التي تصاعد نفوذها مع انتشار السلاح في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل، معمر القذافي. وجاء في بيان للغرياني منشور على الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء الليبي "لا نقر أي خروج على القانون أيا كانت الجهة، كل قاتل ومعتد فهو جان وآثم ومجرم، أيا كان اسمه، لا نختلف على هذا، وأي اتهام لأي طرف لا بد أن يكون وفق إجراءات التحقيق، أما إلقاء الاتهامات دون تحقيق فهذا لا يقبله لا الشرع ولا القانون". وفي الأثناء، أوضحت تقارير أن ليبيا تجاوزت أخطر أزمة واجهتها في المرحلة الانتقالية التي تلت سقوط نظام العقيد معمر القذافي، بقبول رجل الأعمال أحمد معيتيق والمعسكر الداعم له، قرار المحكمة العليا أمس، بعدم دستورية انتخابه رئيساً للحكومة. وعزز الحكم الصادر عن الدائرة الدستورية في المحكمة، والذي شكل سابقة هي الأولى من نوعها منذ عام 1954، الثقة بمسيرة الانتقال إلى الديمقراطية، خصوصاً بعد تأكيد المؤتمر الوطني العام وهو أعلى سلطة في البلاد، احترامه للقرار القضائي، وتداعياته المتمثلة في إعادة الاعتبار لحكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني التي ستتولى السلطة التنفيذية إلى حين انتخاب برلمان جديد في اقتراع مقرر في 25 الشهر الجاري. وشكل امتثال البرلمان والقوى الإسلامية الداعمة لمعيتيق لقرار المحكمة، مفاجأة مريحة، بعدما كانت البلاد حبست أنفاسها تحسباً لمواجهة كبرى في حال رفض الأطراف المعنية الالتزام بحيثيات الحكم. وقالت أوساط المحكمة العليا إن قرارها "أعاد إلى الأذهان ما اتسمت به منذ إنشائها من حياد ونزاهة واستقلالية وحرص على القوانين والعدالة".