سجل إقبال منقطع النظير على تناول شراب الزنجبيل في المقاهي العمومية، وهو شراب ذو نكهة خاصة وطعم مميز يختلف عن الشاي وإن كان يشبهه من حيث اللون فحسب، وأصبح انتشاره وسط الشباب والعائلات من الظواهر الاجتماعية التي أضحت تثير الانتباه في المدة الأخيرة. استطاع مشروب الزنجبيل نظرا لما يروج لفوائده على القنوات التلفزيونية ولدى العشابين، أن يزاحم الشاي والقهوة في قائمة المشروبات الأكثر استهلاكا والأرخص ثمنا في المقاهي الشعبية حيث يكفي مبلغ 15 دينارا فقط لشراء كأس حار من ذلك المشروب. ويعزو الكثير سبب ذلك لاقتناع مرتادي تلك المقاهي بالقدرة الجنسية الكبيرة التي يمنحها لهم الزنجبيل بحسب اعتقادهم، وبحسب ما يروج عنه في الفضائيات. أما في شوارع المدن وأسواقها الشعبية فلا يمكنك أن تمر دون أن تلاحظ عشرات اللافتات التي يضعها باعة الأعشاب أمام أعواد الزنجبيل لتبيان فوائده الجمة. يقول أحد الباعة إن الزنجبيل يعتبر من أكثر الأعشاب الطبية طلبا من قبل المواطنين لأسباب مختلفة، لكنه ذكر أن للزنجبيل فوائد متعددة على الجسم ككل وأضاف أنه يعمل على شراء كمية كبيرة جدا من الزنجبيل بعدما لاحظ أن الطلب يتزايد عليه يوما بعد آخر. وعن سر الإقبال الكبير عليه يؤكد البائع أنه تاجر وليس طبيبا، ولكنه يؤكد أن المعروف عن الزنجبيل أنه يزيد الشهوة الجنسية، ويعالج كثيرا من الأمراض، والناس الذين يطلبون مشروب الزنجبيل هم من كل الفئات. nأما عن الطب الحديث، فتحذر الدكتورة أمينة برناوي طبيبة عامة من خطورة ''الإدمان'' على مشروب الزنجبيل الذي يباع في المقاهي على نطاق واسع، وقالت في هذا الشأن ''صحيا الزنجبيل يستعمل في حالات محددة وفي فترات معينة، ولا يمكن تناوله كالماء كما هو حاصل في المقاهي منذ مدة، كما أننا لا نملك شرحا دقيقا لمكوناته وكل ما يقال عن فوائده يبقى غير مؤكد، ومع أننا لا ننكر فوائد الأعشاب طبيا إلا أن أكثرها ينبغي الحذر عند استعماله''. وتؤكد أن التحقيقات الطبية كشفت وجود بعض العقاقير والأعشاب بمواصفات غير صحية، وخصوصا تلك المستوردة من الصين. وبخصوص خلفية الإقبال الكبير على مشروب الزنجبيل لدى رواد المقاهي، أوضحت برناوي أن الجزائري كغيره من العرب يقبل على شراء أي عقار مرتبط بالجنس، والجزائري بطبعه لا يحب الحديث عن مشاكله الجنسية، ولهذا تجده يبحث عن حلول غير مباشرة، ومنها الإقبال بقوة على مشروب الزنجبيل. الزنجبيل صيدلية متكاملة يروج باعة الأعشاب الطبية لكثير من النباتات التي تزين رفوف محلاتهم، ويعد الزنجبيل واحدا من أهم تلك النباتات وأكثرها رواجا. فمن مقوٍ للقدرة الجنسية الى منشط للذاكرة الى مزيل لآلام المعدة والأمعاء، تتنوع قدرته على إزالة الألم من بائع لآخر وكل بائع يحدد مزايا الزنجبيل على حسب المشتري، وكثير من محلات بيع الأعشاب الطبية يصر أصحابها على تعليق لافتات طويلة تشرح بدقة فوائد الزنجبيل، والأكثر من ذلك أن بين بائع وآخر تختلف فوائد الزنجبيل. ففي بيت العطار وهو أحد محلات بيع الأعشاب الطبية بالعاصمة يقدم لك البائع شرحا دقيقا لفوائد الزنجبيل، ويستدل على ذلك بما تقدمه الفضائيات المختصة في طب الأعشاب التي كثيرا ما يكون الزنجبيل محور حديثها. ونبتة الزنجبيل في الغالب تستورد من الخارج على شكل أعواد أو مسحوق تختلف أسعارها حسب الكمية المراد شراؤها، لكن البائع يؤكد أن الإقبال عليه يبقى مرتفعا خاصة وأن الكثير من العائلات تستعمله كمعالج لآلام المعدة وآلام الحيض بالإضافة إلى ما يشاع عن فوائده الكبير في تقوية القدرة الجنسية كبديل طبيعي للفياغرا، وتأكد المواطنين من خلوه من الأعراض الجانبية السلبية، وهو ما زاد من انتشاره.