نفى مصدر رسمي مسؤول بوزارة الدفاع الوطني ل«البلاد" خبر مشاركة ثلاثة جنود جزائريين في الاحتفالات المخلدة لعيد الثورة الفرنسية المقررة في 14 جويلية، وهو الخبر الذي سبق أن أكده وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وأضاف مصدر "البلاد" أنه عندما يشاركنا جنود فرنسيون احتفالاتنا المخلدة ليوم الاستقلال المصادف لتاريخ 5 جويلية من كل عام سنشارك باريس احتفالاتها في عيد ثورتها، إضافة الى ضرورة اعترافها بجرائمها التي اقترفتها بالجزائر بعدما احتلت بلدنا لقرن وثلاثين سنة حيث دفع الشعب الجزائري فاتورة المليون ونصف المليون شهيد من أجل تحرير بلده وبالتالي على فرنسا الاعتذار الرسمي مع التعويض المادي. وقال المصدر، بشأن تأكيد وزير خارجية فرنسا للخبر، إن فابيوس حر في تصريحاته والجزائر سيدة قرارها. وقد سبق أن أوضح لوران فابيوس، في حوار مع قناة "أر أم سي" الإذاعية في رده على سؤال يستفسر عن تمثيل الجزائر في عيد الثورة الفرنسية، قائلا: "نعم، سيكون هناك ثلاثة جنود جزائريين في الشانزيليزي يوم 14 جويلية. لا أرى لماذا يسبب ذلك صدمة. إنها مشاركة لتخليد التضحية الجزائرية في الحرب العالمية الثانية". وكان فابيوس من خلال تصريحه يهدف إلى الرد على اليمين المتطرف الذي يقوم نواب محسوبون عليه، بحملة تعبئة لتأسيس حركة تحت شعار "لا لمشاركة القوات الجزائرية في استعراض 14 جويلية"، بدعوى أن الحضور العسكري الجزائري فوق التراب الفرنسي، هو بمثابة وصمة عار ويعتبر استفزازا لا يشرّف فرنسا واحتقارا لكل الأموات والمفقودين وضحايا الجيش الجزائري"، على حد تعبيرهم. تجدر الإشارة إلى أن رئيس منظمة أبناء المجاهدين السعيد عبادو الذي شغل منصب وزير المجاهدين سبق له أن نفى في تصريحات تناقلتها بعض وسائل الإعلام الوطنية مشاركة الجنود الجزائريين في الاحتفاليات المخلدة لعيد الثورة الفرنسي حيث ربط موافقة السلطات الجزائرية على هذا الأمر مرهون بالاعتذار الرسمي والعلني من طرف فرنسا على الجرائم التي اقترفتها في حق الجزائريين. كما طالب رئيس المنظمة الثورية دولة المستعمر بالتعويض المادي لصالح المتضررين من جرائمها. كما أوضح عبادو أن مشاركة الجزائريين في الحرب العالمية الثانية لم تكن خيارية بل إجبارية من طرف دولة المستعمر وبالتالي لا يجوز لفرنسا أن تتحدث عن مشاركة جزائرية في حرب فرنسا ضد الألمان لأن هذه الحرب لم تكن تهم الشعب الجزائري آنذاك الذي كان يبحث عن استقلال بلده عن الاستعمار الفرنسي وخير دليل على ذلك انتفاضة 5 ماي 1945 التي قام بها الشعب الجزائري قابلها المستعمر بمجازر وحشية بعدما اقترف جرائم بشعة ضد الإنسانية سيبقى يذكرها التاريخ.