استيقظ سكان غرداية في أول يوم من شهر رمضان الكريم على وقع فاجعة مقتل شاب يبلغ من العمر 17 سنة، على يد عصابة اعتدت عليه في ساعة مبكرة من صباح أول أمس، يأتي هذا بعد هدوء نسبي شهدته الولاية طيلة الأسابيع الماضية، وعلى إثره خرج العشرات من المواطنين إلى الشارع، للتظاهر ضد العنف ومطالبة الحكومة بتوقيف المعتدين وفرض عقوبات صارمة في حقهم. لقي شاب مساء أول أمس مصرعه، متأثرا بجروح بليغة على مستوى الرأس، على خلفية تعرضه لاعتداء باستعمال الحجارة، من قبل جماعة مجهولة الهوية بحي الجمال بمنطقة بوهراوة، ويتعلق الأمر بالمدعو "اليسع بن محمد عوف" البالغ من العمر 17 عاما، وهو طالب جامعي، يتيم الأب ويعيش رفقة والدته وشقيقتيه، وينحدر من ساحة سوق الحطب، حيث توجه إلى العمل مبكرا في حدود الساعة الخامسة من صباح يوم الأحد الماضي، على متن دراجته النارية، حسب ما كشفته مصادر "البلاد" من الولاية، قبل أن تقوم مجموعة من الأشخاص لم تكشف هويتهم إلى حد الآن، بالاعتداء عليه بالحجارة، مما تسبب له في إصابات بليغة على مستوى الرأس أدخلته في حالة غيبوبة قبل أن يفارق الحياة مساء اليوم ذاته. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الضحية نقل على وجه السرعة إلى مستشفى غرداية، إلا أن إصابته البليغة حالت دون إنقاذه من طرف الأطباء، ليفارق الحياة قبيل الإفطار، متسببا في حزن كبير لوالدته التي كان المعيل الوحيد لها. وعادت الحادثة الأليمة، بالسكان إلى سيناريو العنف والمواجهات التي هدأت نسبيا منذ أسابيع، خاصة أنها تزامنت مع الشهر الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة، وهو ما لم يهضمه سكان ساحة سوق الحطب، الذين خرجوا مساء الأحد في مظاهرات سلمية، مطالبين بالقصاص من المتورطين، وتسليط أقصى العقوبات في حقهم، لإنهاء مسلسل المآسي الذي ألمّ بسكان غرداية، وأسفرت المظاهرات عن توقيف ثلاثة أشخاص من قبل قوات الأمن للتحقيق معهم.