رغم الخروج المحزن من الدور ثمن النهائي بالنسبة للمنتخب الوطني لكرة القدم في كأس العالم على يد الألمان، إلا أن ذلك لا ينقص شيئا من المشوار الجيد للنخبة الوطنية التي وصلت لأول مرة في تاريخها إلى هذا الدور وخرجت مرفوعة الرأس في مباراة كبيرة أمام أشبال لوف، أحد المرشحين للتتويج بالسيدة الكأس، وهذا الأمر لقي إعجاب واحترام المختصين بشؤون الكرة الذين اعتبروا المنتخب الجزائري من بين أحسن المنتخبات القادمة بقوة في عالم الكرة، لكن الذي يلاحظ ويشاهد لقاء ثمن النهائي يتأكد أن الخضر فرطوا في ورقة التأهل التي كانت ستكون أكثر من تاريخية، خاصة وأن رفقاء فيغولي كانوا قريبين من الفوز لو آمنوا بحظوظهم في هذه الموقعة أمام منافس دخله الشك طيلة أطوار اللقاء ولم يحسم الأمر سوى في الأشواط الاضافية، وهو الأمر الذي يؤكد أن النخبة الوطنية كانت قادرة على صناعة الفارق في أي لحظة من اللقاء، بيد أن خيارات المدرب حاليلوزيتش في هذا اللقاء تطرح العديد من التساؤلات، خاصة وأنه غير التشكيلة ومنحها نزعة دفاعية أكثر، وهو الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على المردود فوق أرضية الميدان وكأن الناخب الوطني أراد أن يخرج بأقل الأضرار من مباراته الأخيرة في المونديال، وهو الأمر الذي دفعه لؤخراج جل العناصر التي كانت تصنع أفراح الخضر في لقائي كوريا الجنوبيةوروسيا على غرار براهيمي وعبد المومن جابو، وكان الأمر ليختلف لو اعتمد على نفس التشكيلة التي واجهت روسيا، لكن خوفه الزائد عن اللزوم واحترامه الكبير لألمانيا دفعاه لانتهاج هذا النظام التكتيكي الذي فوت على الجزائر فرصة تاريخية للعبور إلى الدور ربع النهائي. "إرث كبير ينتظر خليفة حاليلوزيتش وروراوة لن يرضى بأقل من التاج الإفريقي" بالمقابل من ذلك، فإن خليفة البوسني حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية بعد المونديال، ستكون مهمته أكثر من صعبة لأن النخبة الوطنية وصلت إلى الدور الثاني من المونديال وبلغت مستويات جعلها تلعب الند للند مع أكبر المنتخبات العالمية، وهو ارث يصعب على من سيخلف حاليلوزيتش أن يتحمله. كما أن محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لن يرضى بأقل من التاج القاري في أمم افريقيا في المغرب سنة 2015، وهو الأمر الذي سيكون مدونا لا شك في عقد المدرب المستقبلي للخضر. "الجزائر كسبت جيلا قويا قادرا على تشريف الألوان مستقبلا" وخلاصة كأس العالم والمشاركة الجزائرية في البرازيل أنها كانت إيجابية على جميع المحطات والجزائر كسبت جيلا من اللاعبين قادرين على صناعة الفرحة والفرجة في نفوس الشعب الجزائري، خاصة مع بروز العديد منهم في صورة براهيمي، فيغولي وجابو، دون تناسي أيضا رفيق حليش العائد من بعيد بعد أن كان مهمشا بسبب نزول مستواه وكلها أمور تدفع للتفاؤل بالمستقبل والمسؤولية ستكون كبيرة على هذا الجيل للبحث عن انجازات أخرى في المستقبل.