تمت في حي شعفاط في مدينة القدسالمحتلة مراسم تشييع الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير الذي قتل وأحرقت جثته على يد مستوطنين، وذلك فيما شهدت المدينة عقب صلاة الجمعة مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الإحتلال الإسرائيلي. وشارك في تشييع جنازة "شهيد الفجر" كما بات يعرف اليوم في فلسطين الالاف من الفلسطينيين الذين رددوا هتافات منددة بهذه الجريمة وطالبوا السلطات الإسرائيلية باعتقال الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة. و قال النائب العام الفلسطيني محمد عبد الغني العويوي إن التشريح الأولي لجثمان الفتى الفلسطيني محمد أبو خضيرمن القدس الشرقية، يعتقد فلسطينيون أن يهودا متطرفين خطفوه وقتلوه، أظهر أنه أحرق حيا وتفيد معلومات أولية تم الإعلان عنها بعد التشريح أنه قد قتل حرقا ونقلت وكالة الإنباء الفلسطينية (وفا) عن النائب العام قوله في بيان صدر في وقت متأخر مساء أمس الجمعة "السبب المباشر للوفاة هو الحروق النارية ومضاعفاتها." وأظهر تقرير التشريح الأولي وجود آثار دخان في رئتي الفتى محمد أبو خضير، وهو أمر يعزز فرضية حرقه وهو على قيد الحياة. وقال الحسيني "هناك أيضا إمكانية أن يكون من خطفه أرغمه على شرب البنزين ليحرقه من الداخل والخارج". وأشار الحسيني إلى حالة من الاحتقان تسود الفلسطينيين داخل مدينة القدس، وان كل ليلة تقع اشتباكات، موضحا أن ما رفع من وتيرة الاحتقان المعلومات الأولية عن طريقة قتل الفتى. وكان الفتى محمد 16 عاما، اختطف مساء الثلاثاء الماضي، وعثر على جثته في اليوم الثاني وهي محروقة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين غاضبين والجيش الإسرائيلي في مختلف أحياء مدينة القدس. وخضعت جثة الفتى الفلسطيني إلى تشريح طبي الخميس، بمشاركة فلسطينية إسرائيلية، حيث أكد النائب العام الفلسطيني محمد العويوي في بيان له أن الفحص الأولي بين "أن السبب المباشر للوفاة هو الحروق النارية ومضاعفاتها". وشارك في عملية التشريح مدير المعهد الطبي العدلي الفلسطيني صابر العالول. وأوضح العويوي، في بيانه "تبين من خلال التشريح وجود مادة (شحبار) بمنطقة الرغامة (المجاري التنفسية) بالقصبات والقصيبات الهوائية في كلتا الرئتين، مما يدل على استنشاق هذه المادة أثناء الحرق وهو على قيد الحياة". وأضاف البيان "تبين بأن الحروق كانت مختلفة الدرجات من الدرجة الأولى حتى الرابعة بنسب متفاوتة بمساحة 90% من سطح الجسم"، و"أكد النائب العام تعرض منطقة الرأس لإصابة بجرح رضي ناتج عن جسم راض يقع في الجانب الأيمن من فروة الرأس أدت إلى تكدم في العضلة الصدغية اليمنى". وختم البيان "وعليه وعلى ضوء النتائج الأولية السابقة فقد تم أخذ عينات ومسحات من سوائل وأنسجة الجسم لفحصها مخبريا ونسيجيا لغايات استكمال دراسة المعطيات الطبية وصولاً إلى تقرير طبي قضائي نهائي حسب الأصول". وجرت خلال التشييع الجمعة صدامات بين مئات الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي نشرت تعزيزات. كما وقعت صدامات متفرقة في أحياء أخرى في القدس الشرقية وخصوصا عند مدخل الحرم القدسي.