فتحت مصالح الأمن تحقيقات معمقة للوصول إلى عناصر شبكة دولية يديرها تونسيون وليبيون تنشط في مجال تجنيد مقاتلين جزائريّين بالتنسيق مع تنظيمات إرهابية أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش". وتتحرى السلطات الجزائرية بالتنسيق مع نظيرتها التونسية في نشاط الشبكة التي اتخذت من الولايات الحدودية مجالا لتحركاتها خاصة إن كانت مراكز التدريب التي أطلقتها تستهدف إرسال "مقاتلين للجهاد في سورياوالعراق فقط مثلما دأبت على القيام به في وقت سابق أم حوّلت وجهتها بعدما أعلن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" دعمه للجماعة الإرهابية التي فرضت نفسها في المشهدين السياسي والأمني بالعراقوسوريا، بشكل يوسّع دائرة التهديدات الأمنية في المنطقة خاصة في تونسوالجزائر. كشفت مصادر عليمة ل"البلاد" أن أجهزة الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب أوقفت ثلاثة شبان من ولايتي عنابة وسكيكدة وبحوزتهم كتب ووثائق تتضمن معلومات حول الجهاد ومواقعه، إضافة إلى العثور لدى أحدهم على مقاطع من أشرطة فيديو وتسجيلات حول مراكز في ولايات حدودية تونسية كجندوبة والقصرين والكاف يعتقد أنها تابعة لخلايا متخصصة في تجنيد "جهاديين" في صفوف التنظيم الإرهابي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا ب"داعش". وذكرت مصادر متطابقة أن "أحد الشبان قد أدّل مصالح الأمن على تحركات مشبوهة لناشطين تونسيين متشبعين بالفكر السلفي الجهادي في عدة ولايات بشرق البلاد ويكون قد زوّدهم بصور لهؤلاء لا تظهر ارتداءهم الزي السلفي ومن دون لحى للتنكر وإبعاد الشبهة عنهم من طرف العناصر الأمنية خلال تنقلاتهم عبر المراكز الحدودية الشرقية بين البلدين خاصة في ولايات سوق أهراس والطارف وتبسة والوادي". واستمع فريق تحقيق متخصص في مكافحة الارهاب لشخص ضبط في نقطة أمنية بولاية الطارف وهو في طريقه للتسلل إلى تونس عبر موقع سري، وذلك في إطار تحقيق واسع النطاق يجري للتوصل إلى عناصر شبكة تعمل على ترحيل جزائريين للقتال في سورياوالعراق يديرها كهل تونسي عاد من سوريا بعد أن كان يشغل خطة قاض بتنظيم "داعش" الإرهابي حسب إفادات أوّلية في التحقيق. وتابعت مصادر "البلاد" أن الشخص الموقوف، هو شاب بطال يبلغ من العمر 27 سنة، أقام في كل من ولايات تبسة والوادي والطارف، وكان يحاول التسلل إلى العمق التونس وتجديدا بولاية جندوبة عندما ضبطته وحدة أمنية. وفي انتظار ما ستسفر عنه التحريات المعمقة التي امتدت إلى كامل ولايات الشرق بتنسيق واسع مع السلطات التونسية خاصة أن المعطيات المتوفرة تشير إلة أن تونسيين يشرفون على ترتيب الاتصال بين جهاديين جزائريين ومجموعة جهادية تونسية تنتمي لتنظيم "داعش"، من أجل نقل الراغبين في القتال إلى سورياوالعراق، حيث يلتقون بأفراد خلايا تعمل على نقل شباب من الجزائر، المغرب وتونس إلى الوجهات الثلاث، إما الأردن أولبنان وتركيا حسب الوضعية على الأرض، حيث تتغير الوجهة كل 3 أيام أو أسبوع حسب برنامج يتم ضبطه مسبقا. لكن مع إعلان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عن دعمه لتنظيم "داعش" يرجح خبراء أمنيون أن تتغير المعطيات على الأرض بشكل يهدد الأمن القومي للجزائر وتونس على وجه التحديد. وعلى صعيد ذي صلة أطلقت قوات الجيش الوطني الشعبي، عمليات تمشيط واسعة النطاق باستعمال القصف الجوي ضد مواقع المجموعات الإرهابية بولايات تبسة وخنشلة، والوادي وكذا سوق أهراس والطارف وذلك لفرض مزيد من الخناق على تحركات الإرهابيين. وقد أخرجت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة عدة كبيرة وعتادا ثقيلا لمواجهة أي تسلل الإرهابيين من وإلى الجزائر، وهو ما يفسّر شدة القصف الجوي على مرتفعات السلسلة الجبلية لولايات أقصى الشرق.