على عكس ما تعوّد عليه المواطن خلال شهر رمضان من كل سنة، فإن عددا معتبرا من ولايات الوطن يشهد منذ بداية الشهر إنزالا وزاريا، في إطار تحضير الطاقم الحكومي للخرجات الميدانية المرتقب أن يقوم بها الوزير الأول بداية من شهر أوت القادم. ويأتي نزول ما يقارب التسعة وزراء إلى الميدان، تطبيقا لتوصيات رئيس الجمهورية التي قدمها خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد انتخابه رئيسا للجمهورية لعهدة رابعة، وهو الذي طالب حكومة سلال الثالثة باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية من أجل التحكم في السوق الداخلية وتموينها وضبطها، وهذا تحسبا لشهر رمضان المعظم والفترة الصيفية، كما يرى البعض أن هذه الخرجات الميدانية التي يقوم بها هؤلاء الوزراء، هدفها ضبط رزنامة وتحديد المواقع التي سيزورها سلال خلال خرجاته المرتقبة بعد رمضان إلى مختلف ولايات الوطن. وعليه، فقد تحرك قرابة تسعة وزراء في الميدان خلافا لما عهدناه في السنوات الماضية، التي كان فيها شهر رمضان عنوانا للعطلة والراحة لدى الإدارة بصفة عامة والحكومة بصفة خاصة، مما يعني أن عطلة بعض الوزراء ستتقلص إلى أسبوعين، فيما قد تلغى عطلة البعض إلى حين الانتهاء من ضبط كل الأمور المتعلقة بشهر رمضان وموسم الاصطياف بالإضافة إلى الزيارات الميدانية المنتظرة للوزير الأول، وهو ما دفع بوزير العمل، محمد الغازي، بالقيام بزيارتين ميدانيتين في ظرف يومين في كل من الجزائر العاصمة، وأخرى منتظرة اليوم في عاصمة الغرب الجزائريوهران، خاصة بعد تقرير مجلس المحاسبة الذي جاء في تسوية ميزانية سنة 2011، والذي أقر بوجود 140 ألف منصب شاغر في الوظيف العمومي، مما حتم على الغازي التحرك ميدانيا لإيجاد حل لهذه المعضلة قبل الدخول الاجتماعي القادم، الذي يعرف عادة مسابقات توظيف كبيرة في مختلف القطاعات. كما تأتي زيارة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم، إلى سوق اهراس، في إطار السهر على تنفيذ مخطط الحكومة الخاص بشهر رمضان، والمتعلق بإعانة المعوزين ومحدودي الدخل والفئات الهشة، بالإضافة إلى البرنامج المخصص لفائدة اللاجئين الأفارقة والسوريين. ويقوم أيضا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بمجموعة من الزيارات الميدانية، وذلك للوقوف على مدى تطبيق تعليماته الأخيرة التي وجهها للأئمة ومديري القطاع عبر الولايات لضمان سير حسن للمساجد خلال الشهر الفضيل. وفي نفس السياق، يقوم كل من وزيري الأشغال العمومية، قاضي عبد القادر، والنقل، عمر غول، إلى كل من تيميمون وجيجل للتحضير للزيارات الميدانية التي سيقوم بها سلال خلال شهر أوت القادم. وقد سبقت هذه الزيارات، خرجات وزير الخاريجة رمطان لعمارة، ووزير الاتصال، لاستقبال الجالية الجزائرية القادمة لتمضية شهر رمضان وموسم الاصطياف مع الأهل، ونفس الشيء بالنسبة إلى وزير الرياضة الذي استقبل هو الآخر وفود مناصري "الخضر" الذين عادوا لأرض الوطن بعد رحلة دامت قرابة الشهر في بلاد السامبا.